الخميس، 18 يوليو 2013

واهمون .. لكننا نحاول

أحياناً .. نعتقد أننا انتصرنا على أنفسنا وتخطينا الأمر ، لكننا فجأة ، نكتشف أننا واهمون.

عندما أشاهد فيلماً وتبدأ عيناي تدمع على أتفه مشهد ربما يكون ليس به اي علاقة بالعواطف . لكنه أثارني وأثار ما حاولت جاهدة اخفاءه، تجاهله ، طمسه والوقوف فوقه.
ربّما لأنني لاأتحدث كثيراً .. وربّما لأنني خبّأتُ كل الأحاديث لشخصٍ غاب ولم يعد .

أشتهي الوقوف على أعلي قمة والصراخ بكل ما أتيت من صوت ، أشتهي أن أتحدث دون خوفٍ دون احساسٍ بالسخرية أو الاحتقار !

أفكّر في كلّ تلك المواقف التي لم أخبر بها أحدا حتى نفسي، أكبتها في داخلي أحملها معي حتى باتت تُفاجئني في أحلامي وتكدّر منامي وتظهر لي سراباً أجد نفسي أركض مسرعة خلفه.
لو بإمكاني تغيير الماضي لفعلتُ ، لكننّا ودائما نتعلم من آلامنا خاصة الأكبر والأشدضرراً بنفوسنا ، فهي التي تجعل منّا أشخاصاً جيدين،ناجحين والأهم ناضجين .

عندما أقرأ أشياء قديمة كتبتها في مراحلَ مختلفة من حياتي، أقرأ نضوج أفكاري، وأقرأ أني كبرت !

أعرف أنّ هناك من سيقرأ هذا ولن يفهم، دائماً هناك من لايفهم. دائماً هناك من يسيء الفهم عمداً، لكنّ المفاجأة عندما تجد من يحاول ...

فشكراً لكلّ أولئك الذين يحاولون.


الأحد، 7 يوليو 2013

أسبوع التدوين ...


ردّدت : أسبوع التدوين !!
أعتراني الحماس المُفاجأ (ولايزال حتي اللحظة)
و ببساطة وافقت وقلت له  : أجل بالتأكيد سأشارك
**********
صديقي العزيز الكاتب غسان ^_^ ، أخبرني أن هناك مسابقة "أسبوع التدوين" للمدونين العرب والتي تقوم بها منظمة "زاد" الفلسطينية  ، وبما أن صديقي دائم المدح لكتاباتي ، " كاتبة تحبوا " هكذا يصفني دوماً .
المهم ...
عرض عليا فكرة المشاركة بها ، وافقت دون أي تفكير ، أسبوع من التدوين اليومي ، يتم فيها إختيار الموضوع مسبقاً وعلي المشارك أن يدون عنه خلال 24 ساعة ، والنتيجة يكون بإحتساب عدد النقاط يتحكم 50 % منها لجنة "لا أعرفهم ولا أعلم بهويتهم" و 50 % يتم إحتسابها بتصويت من المشاركين أنفسهم ..
قلت بداخلي وماالضير في ذلك ، ألست أعشق الكتابة ؟ ثم إنها تجربة جديدة ممتعة ، ولم لا؟
خلتُ أن الأمر سهل وبسيط في البداية ..
لكن ما إن شاركت وعلمت أن عدد المشاركين قد بلغ 400 مدوّن !!!
يا الله ..



تجولت بين مدونات بعض المشاركين من فلسطين ومصر والأردن ودول الخليج ، لكن الأمر الذي لم اتوقعه أن أكون المشاركة الوحيدة من ليبيا !!




أعتراني الخوف بالمسؤولية التي قد أحملها خاصة عندما قرأت ما قرأت من روعة كتاباتهم ..
لكنني واصلت إصرار عزم المشاركة ..
ولأن عدد المشاركين كان كبيراً كان علينا إجتياز الإختبار الأول (عشرة كلمات عليا أن أكتب عنها قصة من سطر واحد / أضغط هنا) ليتم تصفيتنا وإختيار100 مشارك فقط .





وضعت يدي علي قلبي .. والحمد لله كنت من بين 100 مشارك





دهشت ولم أصدق لكنني واصلت تدويني كل يوم بحماس أكبرإصرارا وأكثر ثقة (سأضع مواضيع مشاركاتي لاحقا)
كانت المشاركات رائعة وكان أصحابها أروع .
تجربة جميلة تعرفت فيها علي العديد من الأصدقاء من مختلف البلدان والجنسيات والاجناس والاعمار والأفكار
ضحكنا تالمنا تمنينا حلمنا ... لم نشعر بوجود ملايين الأميال الكبيرة بيننا .
أصدقاء أبت معرفتهم أن تحجمها الكلمات والعبارات ،
كانت بيننا رابطة جمعت بين القريب والبعيد ، والمقيم والمهاجر ، فألغت أبعاد الزمان والمكان .
أعضاء " منظمة زاد " شباب نذروا أنفسهم ، قدموا الجهد والنفس معاً، آثروا الشقاء ، وارتضوا التعب ... شكرا جزيلا لكم .

ممتنة لله لأني كنت معكم وبينكم .
صديقي غسان ...... شكرا لك كثيرا

آه ... نسيت أن أخبركم أني في نهاية المسابقة تحصلت علي الترتيب 21 ، تصدقون ؟!!





21 من بين 100 من أصل 400 !! أنا لم أصدق ههههههه

علي الرغم من أني لا احب الأرقام الفردية إلا أني سعدت به كثيراً ^_^





قصاصات .... (أسبوع التدوين)


خطأ :

رسمت المستقبل بكل تفاصيله ، فأخطأت إختيار الألوان .

زيف : 
نظراته ، كلماته ، كل مافيه يروي قصة حبٍ بدت للجميع جزءاً من خيال..لكنها لم تكن بالنسبة له.

ألم :
لم تحتفظ في ذاكرتها بخيط وإبرة ، فنزفت كثيراً عندما جرحت .

فرح :
بصوت عاليٍ غنت الفرح .. نسيت الحزن والدمع اللاحق .

شوق :
كطفل مشاغب يعانقها شوقه ، ما إن يتركها حتي تضمه هي أكثر.
هما :
لاحاجة لأغاني فيروز وعبد الحليم ، فهما يغنيان قصة حب(هما).

أمل :
إبتسامته، تنير العمر بأكمله .

كِبر: 
لم يبلغ الثلاثين ، حتي مات ببرود قلبه .

حب :
إلتقيا ، تحابا ، فــ إفترقا .
وطن : 
يسألها : كيف أنتِ؟
تجيب : الآن ، صرتُ بخير.

الأربعاء، 3 يوليو 2013

لم تكن ليّ أيّ حلم ..ولم أكن أنا كذلك


منذ أن كنت طفلة وأنا أكره شعور القئ ..أعرف أن كل الناس تكرهه مثلي .
لهذا الشعور معي منه قصة مترسبة بداخلي تطفوعلي الذاكرة كلما سمعت كلمة " قئ "
عندما كنت بعمر9 سنوات تقريبا تناولت إفطاراً فاسدة من المدرسة .. كان يومي عادياً لم أشعر بشئ إلي أن نمت لأصحو عند الساعة الثالثة صباحاً علي قئ إستمرإلي الساعة السابعة تقريباً .. كان الشعور شاقاً جداً ومتعباً وكثيفاً ، كنت أشعر بأني أتقيأ روحي لا الطعام الذي تحمله معدتي
أذكردعوات أمي وتلاوتها لبعض الآيات القرآنية في كفيّها ومسحها علي جبيني ، وكل مافعلته أنا هو البكاء من شدة الألم .
أستجاب الله لدعوات أمي(حفظها الله) فزال الألم ونمت .
ومنذ ذلك الوقت وأنا لم أشعر بهذا الشعور المقزز إلا قريبا .
أحلامي التي أتناولتها .. أتذوقتها وأمضغها علي مهل فأبتلعها .
بعضها يتم هضمه وتحقيقه
وبعضها يترسب في عمق عقلي ، أحيانا - أشعر بمغصه أن قام عقلي بتحريكه
وبعضها يقف في الطريق عند ابتلاعه ، فيعيق حركة مرور الأحلام الأخري
وعن هذا الأخيرأملك واحدا
ذلك الحلم الذي يقف منتصباً منتصف الروح لاهو يتحقق فتهضمه روحي ولا يترسب فيترك الهضم لباقي الأحلام
ذلك ال "حلم" الذي تحول إلي "حمل" تضيق به نفسي ويخنق تنفسي
حلمي يا عصيّ الهضم والترسب .. دعني أتقيؤك
أستجمع قواي لفظ حملك .. فلربما تركت حيزك الكبيرالذي تشغله لأحلام جديدة مُحققة.. دعني أتقيؤك
لم تكن حلماً فاسداً .. ربما هو عقلي الفاسد عن إستعابك .. لكنك
تقف حائلاً بيني وبين الإنتصارات والطموحات .. دعني أتقيؤك
أيها الحلم ليست الروح هذه سكنك ولا هذا العقل مكانك
أرحل إن أستطعت .. أو اتركني أتلو دعواتي أمي في كفيّ وأنام فأشفي منك .


ربما لن تكون ذات معني لديك ، لكني احببت إهداءها لك .. يا حلمي


لـو نـهـدا حـبـة ومـن
اول وجـديـد نـتـربـى

لـو نـهـدا حـبـة مـنـسـيـبـش بـيـنـا حـاجـة تـسـتـخـبى 

لـو نـهـدا حـبـة حـبـيـبـى عـشـان نـعـرف نـتـفـاهـم 

لـو نـهـدا حـبـة هـنـفـهـم الـلـى سـنـيـن مـش فـاهـم

يـابـنـى الـعـتـاب والـلـوم ده مـن بـاب الـمـحـبـة

الـبـيـت ونـاسـه والـخـمـسـة سـتـة الـلـى احـنـا مـنـهـم

دول الـلـى لـو نـحـتـاجـلـهـم يـدونـا عـيـنـهـم

احـنـا الـلـى غـمـسـنـا فـى طـبـق واحـد زمـان

سـتر وغـطـى عـلـى بـعـض حـاسـيـيـن بـالامـان

يـابـنـى الـعـتـاب والـلـوم ده مـن بـاب الـمـحـبـة



الأحد، 30 يونيو 2013

إشتقتك ....


دخلت إليها اليوم على استحياء من نفسي بعدما طال غيابي عنها ..
أحسست بأني طفلة تختلس النظر من وراء الباب ، كأنها لم تكن يومًا لي، كأنها لم تكن يومًا وطني .
قبل أن أخطو الخطوة الأولي للدخول إليها ، شعرت بوجوب أن أرتدي أفضل مالديّ من ثياب ، أن ألبس حذائي وأسرح شعري وكأن اليوم عيد .
ليس من السهل الغياب عن مكان أعتدت التواجد فيه وقد أصبحت رائحته أنفاسك وجدرانه مطلي بصدي كلماتك.
لم تكن زواياها موحشة بالدرجة التي ظننت ، كان كل جزء فيها يناديني، يعاتبني، وأنا بسرعة كلماتٍ مترددة على شفاه طفلة مذنبة تبرر فعلتها ، قلتُ لها: أسفة سامحيني مش قصدي. : (
لم أخبرها أنني كتبتُ وكتبتُ لكنني لم أشاركها ما كتبتْ ، لم أخبرها أن هجراني لها كان متعمداً لأنها شفافة وكل العيون تحيطها من كل جانب .
فقط أكتفيت بإخبارها "كم إشتقت إليك"

أن أكتب يعني ببساطة : أن أفضح نفسي، أن أجعل كل العالم يسترق النظر إلى روحي ، أجعله يتلصص على قلبي، أخذه برحلة مجانية إلى ذاكرتي، أطلعه على صندوق أسراري الذي حاولت جاهدة إخفاءه من عينيّ .
كما العربي متهم بعروبته كذلك هو الكاتب متهم بحروفه كل كلمة يكتبها هي بمثابة ذريعة يمسكها العالم من أجل إتهامه. فلن أتعجبَ إن اُتهمت بالموت غرقًا لأني كتبتُ “ إني غارقة في أفكاري ..” مثلًا! ولن أستغرب إن قيل لي : “ لماذا لاترتدين معطفك فلقد كتبت بالأمس أن الشتاء بارد !”
على كل حال، لست أكتب لأستعرض عضلاتي الثقافية، ولا لأسمع كلمات مديح وأصوات التصفيق ، ولم أحلم يومًا بأن أصبح كاتبة ! كان دائما يصاحبني ذلك الشعور بأن ما أكتبه لايستحق القراءة ، لكني أيقنت مؤخرا بأن الكتابة هي من اختارتني، ولم أخترها، وُلدت وأنا أحب فعل الكتابة.

أحلم أحيانا كثيرة بكتابة كتابًا واحدًا أضع فيه كل ماتعلمته من عزف الحروف ورسم الكلمات ، أن أكتب فيه كل شيء كان من الممكن أن أقوله طيلة حياتي، أن يكون ١٠٠٠ صفحة وربما أكثر، أن يعتقد القارئ أنه يعرفني منذ ولادتي  فأتحدث بين صفحاته عن السياسة والفلسفة والأدب والتاريخ ، عن الحياة والحب والحرب والوطن والطفولة والمرض والموسيقى والجنون والمطر وال..
أريده أن يكون كتاب قلب وعقل وروح.
ولا أريد كتابًا غيره، لأن الساحة مليئة (ماااا شاء الله) بالكُتّاب ، ولأن الكاتب الحقيقي هو من يكن له مسارًا محددًا ، هو من يحمل قضية ما ويدافع عنها، وليس مثلي، يكتب..فقط من أجل نفسه..فقط لأنه يحب أن يكتب..فقط لأنه لا يتقن عشق أي شيء آخر مثلما يعشق الكتابة.

أسوأ لحظاتي عندما أكتب وأكتب وأكتب ولا أضغط أيقونة “حفظ”، ويعلق جهازي كعادته ، وأعلق أنا مثله بين كلماتي الضائعة، فتأتيني تلك الرسالة لتخبرني بأن “الجهاز به عطل ما ولا يستطيع حفظ كلماتي“، وأردد له صدقني ولا أنا، وأغلق شاشة حاسوبي، وأنام.

بوسة ع جبينك 
دمت بخير مدونتي ^_^





الأربعاء، 15 مايو 2013

علي هذه الأرض مايستحق الحياة



65 ...
أما حان لنا التمعن جيدا في الرقم المتزايد دون توقف ؟؟
65 ليس رقم يدل علي عمر شخص ما .. ليس ذكري لمناسبة ما ...
65 ليس يوما ولا شهرا ...
65 "عاما " ... هو عمر جرحها العميق ، الذي من فرط بشاعته تهرب الكلمات خجلا منه
65 "عاما " ... هو عمر مأساتها ، التي من فرط قهرها تجعل أي محاولة لوصفها مجرد وقاحة
***********
يا من بكل هدوء تبكين ، بكل بطئ تموتين ...
غيرك لا يعيش مثلك !!
لاشي حولك سوي الدم وبقايا أجساد أطفالك ..
قليل طعامك وكثير هو حطامك ...
تفترشين أرضك القاسية لتكسي أجساد أطفالك الصغيرة ، ينامون تحت سماءك التي إمتلأت بالغيوم السوداء كقلوب الاعداء ....
كلما شاهدت مشهدا لأهلك يقتلون ،ينتابني إحساس بالخجل الممزوج بالحزن والأسي وكثير من الغضب...
شي ما لا أستطيع وصفه ألم؟ حسرة؟ قهر؟ ظلم؟ و عجز ولوم كثير للنفسِ ! ..
كيف لنا أن نعيش يوماً عاديّاً .. حياة عادية تماماً .. لا صوتٌ نخشاه أن يخترِقَ سمعنا فنجزع .. ولا ليلٌ مُخيف يفتقدُنا الهدوء و الأمان .. ولا صباح بارد جائع لا نجد فيهِ ما يدفئنا ويسد جوعنا ..
أيّ حياةٍ هذهِ التي نحياها دون أن نفعلَ شيئاً .. يتساقطون كل يوم .. كل منهم تلو الآخر
.. ينتظِر ليحين دوره ..
تجلس الإبنة لتربت بحنان علي قلب أمها الغارقة في حزنها بإنتظار زوجها وابناها الذين لن يعودوا يوما ...

أعجز حقا الحديث إليك .... أيحق ليّ أن احكي عنك ؟؟
فلسطين ....ذلك الوطن الذي كان وسيعود يوما ما .




الأحد، 12 مايو 2013

الشيطان عزازيل




بالرغم من تعثر مسمعي بالرواية كثيرا قبل قراءتي لها ، لكني لا أعلم ما الذي منعني من قراءتها قبل اليوم ؟؟ ....
أتراه عزازيل الذي منعني من ذلك ؟!
عزازيل .. هو الفكر العميق والأنا الداخلية والعقل الباطن للإنسان كما صوره الكاتب يوسف زيدان في إهداءه  بداية الرواية "لِكُلِّ امرئٍ شَيْطَانُهُ، حَتَّى أَنَا، غَيْرَ أَنَّ الله أعانني عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ.."

عزازيل ... هو الجزء المظلم من الذات الإنسانية، الجزء المطمور المخفي الذي لا يموت ما دام الإنسان حيًّا، فهو الذي يحركه ويربطه بالحياة، الذي يشجعه على تحقيق إرادته ثم ينتظر اللوم ويتحمله ويهنأ به، فيتحقق الطرفان.. الذي فعل، والذي كان مشجبًا علقت عليه الخطايا"
هو الذي قال عن نفسه عندما سأله هيبا :-

- عزازيل؟ جئت...

- يا هيبا، قلت لك مرارا أنني لا أجيء ولا اذهب. أنت الذي تجيء بي، حين تشاء. فانا آت إليك منك. وبك، وفيك. إنني انبعث حين تريدني لأصوغ حلمك، أو أمد بساط خيالك، أو اقلب لك ما تدفنه من الذكريات. أنا حامل أوزارك وأوهامك ومآسيك، أنا الذي لاغني لك عنه، ولاغني لغيرك. وأنا الذي..

هو مبرر نلقى عليه آثامنا وفجورنا، ونعلق عليه خطايانا وضعفنا ، فيردد علي مسمعينا
"لأغونكم أجمعين" ، فهو علي ثقة أن ملذات أخطائه ستغلب حذرنا وعقولنا ، فيراهن على حدة أبصارنا و غرورنا مع ضعف بصيرتنا و ارتجاف إيماننا ، يعلم جيدا لحظة غفلتنا ونقطة تسربه إلينا ، ليتركنا عابثين نبحث عنه حولنا ،في كل مايحيط بنا بينما هو يسكن بداخلنا ، يجاورنا ، يعيش معنا ، كمجرى الدم هو منا !!.

نحيل البدن أسمر البشرة هي صفات ذلك الراهب هيبا الذي عاش فترة حرجة من تاريخ الكنيسة بين القرنين الرابع والخامس للميلاد ( زمن انشقاق كنيستي أنطاكيا والإسكندرية وعقد مجمع أفسس الذي ناقش انشقاق نسطور أسقف القسطنطينية وحرمانه).

كان عاشقا للشعر و الطب عكف على معالجة الناس من دون مقابل في سبيل ارضاء الرب ، و كان في ترحال مستمر بين المعابد و كأنه يريد هجران آثامه ..!
فلم يكن رجل دين تائه يبحث عن حقيقة ديانته فقط ، وإنما كان انسانا يبحث عن نفسه التي نازعته رغباته وأفكاره ومشاعره وآلامه فلم يغالبها و فضل تجاهلها والهروب من معركته معها ، ظنا بأن هجرانها سيريح روحه ويزيد قوتها ، ولكنه في الحقيقة ما زادها إلا ضعفا وخذلانا ، واستسلاما لشيطان أنبت فيه الأثم والضعف من حيث لم يحتسب .
بين جدران المعبد يعتكف الراهب هيبا و يعتزل عن الآخرين ليكتب عن اعترافات و شواهد تعد تحفة أثرية لدى المهتمين بالآثار ، ففي الفترة التي عاصرها ذلك الراهب شهد على صراعات بين الرهبان المنتمين لطوائف مسيحية مختلفة ، فلكل منهم رأي حول حقيقة سيدنا المسيح عليه السلام ، فمنهم من يراه بأن إله و البعض ينفي أن يولد إله من رحم إحدى عباده ، و قبل أن يشهد الصراع الديني فقد كان مازال على وثنيته من السكان ، وقد أصبحوا غير مرغوبين فيهم طالما يظلون على جهالتهم خاصة و أن بعضهم كان يحظى بمكانه قد تعرقل من انتشار المسيحية ، ولعل حادثة اغتيال الفيلسوفة " هيباتيا " خير دليل على العنصرية و الوحشية التي لا تمت بصلة لدين سماوي نزّل من قبل الله سبحانه ، و لما كان الراهب هيبا احد شهود عيان لحظة التمثيل بالفيلسوفة أخذ أحد المسيحيين يقول له " الذي رأيته هناك ليس براهب ، فالرهبان لا يقتلون و انما يمشون على الارض هوناً متبعين خطى الرسل و القديسين و الشهداء " 

طيلة سنوات حياته يسعى للتكفير عن فعلته التي فعلها مع أوكتافيا و مرتا ، فقد تعثر في بئر الخطايا ، فرهن نفسه على التقشف و العزله و آمن بأن " كل ما في الكون ينام إلا آثامنا و ذكرياتنا التي لن تنم قط و لن تهدأ أبداً "فأخذ يداوي المرضى كنوع من تطهير النفس فـ " لايوجد في العالم أسمى من دفع الآلام عن انسان لا يستطيع التعبير عن ألمه " .

عندما قرأت هذه الرواية والتي تتألف من380 صفحة فيها 30 فصلاً (رقاً) .. شعرت بأن بين يدي قطعة أثرية لا رواية لأن الكاتب يوسف زيدان كتب أن ما بعد المقدمة ماهى إلا تراجم لتلك الرقائق ، فحاول إقناعنا أنها بكل بساطه مذكره عمرها يقدر بخمس وخمسين و خمسمائة ألف سنه ..!

يأخذك الكاتب بطريقة سحرية إلى اماكن جغرافية وتاريخية ويعرفك على تفاصيل دقيقة حول احداث لم تعري لها انتباهاً من قبل. ما يضفي على هذه الرواية أكثر جمالاً هو أن الكاتب أهدى في صفحاته الأخيره صور لبعض الآثار شهدت وقائع مر بها الراهب هيبا ..


الرواية رائعة بحق، وأنصح بقرائتها بلا شك.

الاثنين، 6 مايو 2013

بينما ينام العالم


فلسطين ذلك الجرح العميق في القلوب .
تلك البلاد الحزينة التي من فرط بشاعة مأساتها تهرب الكلمات من وصفها وتجعل أي محاولة لذلك مجرد وقاحة .
عندما أقرأ أوأسمع خبراً وحتي أغنية عن المأساة الفلسطينية ينتابني إحساس بالخجل الممزوج بالحزن والأسي وكثير من الغضب.
الخجل من أنني لم أمنح القضية الفلسطينة ما تستحقة من الإهتمام ولم اتعاطف معها بما يكفي.
حزن وآسى على ماعاشه ويعيشه الفلسطينيين من مذابح وتشريد وإذلال وقهر لا يتحمله بشر.
غضب على هذا العالم البشع الذي يسكت علي مايحدث لهم و الذي لم يكن لهم ذنب سوي أن أرضهم صادفت أن تكون هي الأرض التي أختارها العالم لنفي اليهود فيها .




بينما ينام العالم ، عندما أنهيت قراءة هذه الرواية أحسست بأن روحي مُثقلة ومُنهكة وقلبي كان قد إعتصره الوجع .
تحكي هذه الرواية قصة إنسانية مليئة بالتفاصيل الحقيقية والمشاعر المؤثرة لأربعة أجيال من عائلة - أبو الهيجا - الفلسطينية كانوا يعيشون حياة هادئة وبسيطة في قريتهم - عين حوض - الى أن تم إعلان قيام اسرائيل وتم ترحيلهم غصبا عن أرضهم وذكرياتهم وأحلامهم فأصبحوا فجاة لاجئين مشردين في جنين لتبدأ من هناك مأساة مازالت مستمرة حتى الآن .


"في محنة تاريخ دفن حياً, سقط العام 1948 في فلسطين من الرزنامة إلى المنفى متوقفاً عن حساب العد السائر للأيام والشهور والسنوات, ليصبح بدلا من ذلك ضبابياً لا نهاية له!"

الإحتلال ،الوطن ، الأرض ، الأسرة ، المعاناة ، الذكريات ، الرعب ، الخوف ، اليأس ، القهر، الفرح ، الأمل ، الأ لم وحتى الموت
كلها مفاهيم تغيرت بداخلي بعد قراءتي للرواية .

"آمال" (بطلة الرواية) التي يبدوا انها سترافقني لوقت طويل ، كيف لي أن انسي الصغيرة التي ولدت في مخيم للاجئين ، وفي عمر الحادية عشر أختبئت لستة ايام داخل الحفرة مع صديقتها و إبنة خالتها ذات ثلاثة شهور والتي ماتت وهي في حضنها !!
وبعدها بشهور قليلة أصيبت برصاصة في بطنها تركت لها ندبة تذكرها دوما بالاحتلال والقهر.
كيف لي أن أنسي الشابة التي صمدت وواصلت حياتها رغم حزنها العميق ومأساتها المريرة و كلما من أحبت سلبته منها إسرائيل ،أباها أمها أخوها ثم زوجها.....
ثم حان دورها فحصدت روحها رصاصة لقناص إسرائيلي وغد كان يقصد إبنتها الوحيدة ، أنقذت إبنتها لكنها فقدت روحها .


لم تغادرني لحظة إختطاف الطفل إسماعيل من يديّ أمه الفلسطينية، لتربيه أم يهودية لم تُرزق بالأطفال، ثم كبُر ليكون جندياً إسرائيلياً يقاتل أخاه دون أن يدري، ويمضي وقت طويل قبل أن يعرف حقيقة الدماء التي يحملها في عروقه..

"في لحظة واحدة, كان إسماعيل ابن الأشهر الستة على صدرها, بين ذراعيها الحانيتين. في اللحظة التالية اختفى إسماعيل. إن لحظة واحدة ليمكنها أن تسحق دماغاً وتغير مجرى الحياة, مجرى التاريخ."

كنت أتأثر جدا من قبل عندما أشاهد مايحدث للفلسطينين جميعا ، لكني تأثرت أيضا عندما عاشت شخصيات على الورق أمام عينيّ،تعايشت معهم أحببتهم وصادقتهم ، ثم شاهدتهم يُذبحون ويقتلون وتنتهي حياتهم هكذا ببساطة... عندها أصبح للتاريخ ألم وغصّة حقيقية في حلقي، شعرت بهما فعلا،ولم يغادرني أحدهما إلى هذه اللحظة.

لا توجد مفاجآت هنا, لأنك تعلم مسبقاً بأن النكبة قد حدثت فعلاً، وأن النكسة واقع ملموس ، وأن مذبحة صبرا وشاتيلا قد طالت المئات من الأطفال والنساء والرجال الأبرياء ،وكذلك مذبحة جنين ، إلا أن الجرعة المأساوية كانت مكثفة لتحدث كل هذه المصائب لأبناء عائلة فلسطينية واحدة ! أو ربما يكون حقاً هذا هو الواقع ؟!

أثناء قراءة الرواية, كنت أتساءل إن كان جوها الكئيب مبالغ فيه أم أن واقعنا وتاريخنا هُما حقاً بهذه الكآبة والمأساوية !

هل أنصح بقراءة هذه الرواية؟

نعم, بالتأكيد. وبرغم مأساويتها إلا أن تاريخ كهذا لا يجب أن يُنسى .... ذلك الوطن الذي كان، والذي سيعود يوما ما. (إن شاء ربي)


                                          **********************



الاثنين، 29 أبريل 2013

هل من الممكن أن تحكم ليبيا "إمرأة" ؟


هل من الممكن أن تحكم ليبيا " إمرأة " ؟ .. كان هذا سؤالا طرحته إحدى الصفحات الليبية علي الفيس بوك .. قرأت التعليقات الكثيرة لألتمس إجابتهم عن هذا السؤال ، أكاد أجزم أن كل الإجابات كانت بالنفي .. لا .. لا تستطيع إمرأة أن تحكم ليبيا.! والمدهش أن التعليقات النسائية أيضاً كانت بالنفي .. كلهم لديهم نفس السبب .. أنها غير مؤهلة لحمل أعباء الحكم بسبب عاطفتها ، وأن الشعوب العربية بصفة عامة ثقافتها وعاداتها تجعلها رافضة للفكرة من جذورها ..وأن المرأة آخرها أن تحكم بيتها.
رجل واحد فقط لم يتردد في كتابة إجابته ، نعم تستطيع .. ولمَ لا.. ألم تحكم كليوباترا مصر منذ آلاف السنين!!.. فلم استطع مقاومة التصفيق العفوي لرده … فأنا لا أميل حقيقةً للاتفاق مع الاخرين في أن المرأة لا تملك القدرة النفسية بحكم تكوينها على مواجهة الضغط للحكم خاصة في عصرنا الحالي .. لمَ يقللون من شأن المرأة ؟ .. لمَ يرون أن كل النساء سواء؟ .. فهناك من النساء من تحمل قلباً قوياً وأعصاباً من فولاذ .. وهناك من تملك المعرفة والخبرة في عالم السياسة .. وهناك من لديها القدرة على ان تفعل اي شىء لتصل إلي السلطة والحصول علي المال .. وهناك أيضاً من لها قلباً منزوع الرحمة .. أليس كذلك ؟
هل يختلف كل ما ذكرته عن صفات الرجل الحاكم .. أم أنها فقط عقلية الشعوب العربية التي لا تقبل أبداً أن تحكمها إمرأة. . للأسف يدّعون بتكريم المرأة وينسون بأنهم يضعونها في أقل من مكانتها .. أنا لست اتحامل على الرجل في حكمه لبلد ما..فالدولة الأن قد باتت تحتاج إلي عفريت لا جنس له ليحكمها ! ولكني مع أن يفسح الفكرالعربي المجال لأن تتواجد امرأة على الساحة وها هي الدول أمامنا الآن .. ألم يقم بإفسادها رجل .. ونهبها رجل.. وظلم أهلها رجل .. بكامل قواه العقلية وبإرادته ؟ .. فماذا عساها أن تفعل المرأة أسوأ من ذلك ؟ !.. فلينظروا إلى المرأة المتهمة بقلبها وعاطفيتها.. هل تستطيع أن تحكم أم لا ؟ ولينظروا إلي كليوباترا .. وشجرة الدر .. وبلقيس .. وغيرهن ، ليتركن خلفهن تاريخاً يدرسه الرجال 

ليتحدثوا عنهن على مر العصور.



الأربعاء، 24 أبريل 2013

دمع الحروف


يفتح دفتره .. وبسيل من الدمع يكتب 

حرفاً

  ثم كلمة ..

لا يعرف ماذا كتب ، لا يدري كم سطراً ترك 

كم من حبات الدمع قد سكب 

ثم حرفاً 

 ثم كلمة ..

يصرخ بسؤال ملء السمع ، يُخفي عنه أثر الدمع ،

من عذبه بجلسة لئيمة كهذه ، أمام الصفحة البلهاء هذه ؟

ثم حرفا

 ثم كلمة .. 

يُكمل سطراً

يرسم بعده ما يراه من خيالات

يتلوه بملء الدنيا من أمنيات 

يكفي ماخطت يداه من كلمات 

ثم كلمة ..

يُكفف دمع عينيه 

ثم تنهيدة ..

ثم .. يكفي هذا !! 

والله آآآآآخر حرف ! آآآآخر كلمة !


إنها ليست بمحاولة لكتابة كلمات شعرية و ليست لغزاً أو قصة قصيرة من وحي خيالي .. إنه إبن أختي (مودي) .. حين يكتب الواجب المدرسي .


الاثنين، 15 أبريل 2013

بالأمس كنت .. وغداً ستكون .

إلي الأمس ،
أتعلم .. لم أحبكَ كما أحببتك الآن .. كلما تذكرتُ تفاصيل ما حدثَ فيكَ .. أبتسم ..
كنسمة البحر المنعشة كنت .. من أخبركَ بأنّي بحاجةٍ إلى يومٍ كهذا .. في أكثرِ الأيّامِ حاجةً إلى ..... أمممم الراحة؟؟ السعادة ؟؟ ربما .
من أخبركَ بأني لستُ على ما يُرام في هذهِ الأيام .. لتأتي و تحاولَ أن تخفف من آلمي برقة ، و ابتسامتُك لا تُفارقُك .. كأنّك تدعوني أن أبتسم من أجلي .. فقط من أجلي .. وكأنك تعلمُ بأنّي بحاجةٍ إلى هذا كثيراً ..

من أخبركَ بأمرِ الذين هم من حولي !! باتوا لا يُبالون بما يقولون .. يتركون كلماتهم القاتلة خلفهم ويمضون ! لتأتي أنت و تُربّت على قلبي الصغير و تهمُس لي ” لا تقلقي لازلتُ معك ” ..

من أخبركَ بحالي وما أمرّ بهِ من فوضى و فقدان لكل شيء .. حتى لحظات سعادتي التي كنتُ أشعُرُ بها حينما أُتقنُ فعل شيئ وان كان صغيرا وتافهاً !! كل ذلك تلاشى .. ولا تسألني لمَ! فأنت تعلمُ جيّداً بأني ماعدّتُ كما أنا ..

آه يا أمسي ..
لازالت تفاصيلك الجميلة تسكُنني .. و تُجبِرُني أن أكتُبك ..
ليتكَ تتكرّرُ دائماً .. ليتَ نور شمسُك تعودُ تُشرقُ في قلبي من جديد .. و توقظُني من نومي .. لأبدأ طقساً معتدلاً معك ..
قهوةً سوداء نتشاركُها معاً كل صباح .. قصائدُ فاروق التي أصبحتُ أحبّها بعدك .. و مساؤُنا الهادئ بصُحبة الشاي الأخضر و النعناع ..
سأشتاقُكَ أيّها الأمس ! سأشتاقُك و سأبكي فراقكَ لي .. و لكن لحظاتُك الحُلوةُ يا عزيزي لم تُفارِقُني .. ولهذا أنا أكتُبها .. ذكرى سعيدة و جميلة للغاية .. آه ، كم أحلُمُ أن ألتقي بها غداً وبعد الغد وبعد بعد الغد أبداً .

شكراً لله لأنه جمعني بك .. شكراً لله على منحي ساعاتٍ آثارُها باقيةٌ في قلبي حتى اليوم ..


الأحد، 7 أبريل 2013

"معاش رح نخلي شي في خاطري"



برعاية حملة "معاش رح نخلي شي في خاطري" الذي أطلقتها بداية العام الجاري ، بتشجيع ومشاركة صديقة العمر مروة .

كنا قد قررنا أن نحقق أشياءنا الصغيرة التي ركلناها بعيدا عنا لأسباب عديدة ومختلفة ، منها مايجيش ، ومايصيرش ، ومافيهاش كيف ، وباهي أمتي ؟ وكيف ؟

أشياء قمنا برميها في سلة المهملات رغم أن أمر تحقيقها لايحتاج سوي أن تغلق علي خوفك وترددك بالقفل جيداً ، وأن ترتدي الشجاعة والجرأة وتضع 30 ديناراً في حقية يدك ، مع ترتيل بعض من آيات القرآن "وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون" وتمضي .

كان هذا يوم الإربعاء الماضي قضيته مع صديقتي مروة التي رنت علي هاتفي لتبلغني بأنها وصلت وهي تقف عند باب المدرسة .

كان صباحاً جميلاً يبشر بيوم مشرق كشمسه ، تسلينا بالسير علي أقدامنا رغم المسافة الطريلة ، فكل واحدة منا كانت تحمل في جعبتها الكثير من الثرثرة فلم نشعر بذلك .

هاهو 
Coffee DE Roma ... وصلنا ، لم يكن بتلك الصورة الرائعة التي صنعتها له بمخيلتي عند سماعي المستمرلي دعايته الإيطالية في الراديو والتي وبسببها وضعته في قائمة "خاطري" ، كما أنه لم يكن مملاً .. كان مطعماً أنيقاً يلفه الراحة والهدوء والإطمئنان، أخترنا أن نجلس في الطاولة المطلة علي البحر، أحببنا القهوة الإيطالية والكروسان التي أخترناهما أن يكونا رفيقا ثرثرتنا التي لم يحدث أن أنتهت طيلة 18 عام من عمر صداقتنا ، لم أشأ أن تكون جلسة رائعة كهذه بدون عشقي الأبدي الجيلاطي يممممممم مذاقه الذيذ الذي جعلني أفكر أن أطلب كأسا أخر وعند إنتهائي من إلتامه سأقفز من النافذة لأننا لم نعد نملك ثمنه الباهظ .

وعد صديقتي لي بأن تصطحبني في المرة المقبلة إلي مطعم "نسيت إسمه" الذي أخبرتني بأنه مخصصاً فقط للجيلاطي هو ختام لقائنا .. طبعنا قبلات الوداع وأختارت كل واحدة منا طريق عودتها .

كان سائقي الباصات يتساءلون بإشاراتهم هل سأستقل الباص ؟؟ ومع كل تساءل كنت أجيب بالنفي ، هي مرات قليلة أكثر من جداً صعدت إليها ، وكانت تلك المرات جميعها برفقة أحد ما ، رغم أني أحسست بطول المسافة إلا أني كنت خائفة ان أصعد الباص لوحدي ، ماذا قلت خائفة ؟!!! تذكرت أنني تركت خوفي وترددي بالمنزل ، عندها أشرت بالإيجاب وصعدت .

هذه المرة لم يختلف شعوري تجاه هذه الباصات التي لم أكن أحب أجواءها البائسة ، لكني لن أنكر شعوري بالفخر هذه المرة ، لكم الحق بان تسخروا وتستهزءوا لكني لن أخفي هذا الشعور .

سأصل بعد قليل إلي المدرسة ، ماذا أقول ؟ وكيف أقول ؟ يجب عليا أن أخبر السائق أني وصلت وعليه أن يوقف الباص ؟ كيف سأخبره بذلك وتلك الاغنية المغربية قد بلغ حد صوتها إلي إهتزاز الكرسي تحتي !!!

عندما يصيح أحد ما بتلك الكلمة "يميــــــــــــــــــــــنـــــــك " !! كنت لا أميز صوته هل هو رجل أو إمراة ! هل سأصيح و أصرخ مثلهم ؟؟

كنت مترددة .... ماذا قلت ؟؟ مترددة ؟؟

_ لو سمحـــــــت ممكن توقف هنــــــــــــــــا .



الحملة مستمرة # بالتأكيد سيتبع .....



الخميس، 4 أبريل 2013

بين دفتي كتاب | 1


تحت شجرة التفاح التي لاتزال حبلي بأثمارها المعطرة برائحة أزهارها .. جلست ، لست بمزاج جيد للكتابة لكن نسمات الهواء الباردة الخفيفة لا يمكن تفويتها بدون مفكرتي وفنجان قهوتي
لذا  في هذه الجلسة الرومانسية قررت أن أكتب قائمة قراءاتي (وملخص عنها إن أمكن ) منذ بداية هذا العام .

*********************
يناير / 2013


الخيميائي - باولو كويلهو (192 صفحة) : 

" عندما تكون كنوزنا قريبة جدا منا فإننا لا نلاحظها ، أتعلم لماذا ؟ لآن الناس لا يؤمنون بالكنوز "

كان باولو يحاولوا أن يخبرنا بأن كنزنا موجود أمامنا ، فقط علينا سماع صوت قلبنا _ رواية بسيطة المفردات بفلسفتها ، عند الإنتهاء منها تجعلك تتساءل من أنا ؟ وإلي أين أسير ؟ وماهي اسطورتي في الحياة؟

*********************

الأسود يليق بك - أحلام مستغانمي (331 صفحة) :

" الأحلام التي تبقى أحلاما لا تؤلمنا، نحن لا نحزن على شيء تمنيناه ولم يحدث، الألم العميق هو على ما حدث مرة واحدة وما كنا ندري انه لن يتكرر"      هنا ملخصي

*********************

الكون من موسوعة بهجة المعرفة (المجموعة الاولي الجزء الثاني - الصادق النيهوم )(388 صفحة) : 
كان هذا الكتاب دهرا بأكمله ، فقد كان مرهقًا، لغته ومصطلحاته صعبة جدا ومعانيه كانت أصعب، ولكنه عميق إلى حد كبير، ومرجع جيد لأي موضوع يخص الكون ، كتاب يجب أن يقرأه المرء يوما ما .

*********************

أحبكِ أحبكِ والبقية تأتي - نزار قباني (173 صفحة):
 كعادة نزار يجعل القلب يخفق ويزيد بنفوسنا الرغبة بالعشق ، لم يتخلى نزار في هذا الديوان عن سمته المعروفة بأنه شاعر المرأة وصفته  “ نزار شاعر النهود ” هههههههه.

*********************

مالم يخبرني به أبي عن الحياة - كريم الشاذلي (223 صفحة) :

"  أكتب مبائك بقلم جاف حيث الرسوخ والثبات والوضوح، واكتب ارائك بقلم رصاص حيث التعديل والتصحيح والمراجعة واحترم ممحاة الرأي الآخر وافسح لها المجال لتمحو آراء كنت تتبناها إذا ما ثبت لك زيفها أو خطئها يوم ما ..."

شدني العنوان بحماسة توقعت أن أجد فيه الكثير لكن منذ صفاحاته الأولي خاب ظني ، أول كتاب أقرأه لكريم الشاذلي ووجدت أنه يملك حس كتابي جميل وبسيط في إيصال ما يريد إيصاله بسهولة .. ملخص الكتاب يروي عن دروس في الحياة بكل نواحيها ، عند إنتهائي من قرأته قررت ان أهديه لإبنتي في عيد ميلادها الثاني عشر هههههه إن شاء ربي .

*********************

أسئلة الثورة - سلمان العودة (208 صفحة) : 
يتناول الكتاب أسباب الثورة، متى تحدث؟ مالذي يدعو الشعب أن يثور، الأنظمة المستبدة.
تحدث عن تاريخ الثورات في العالم الإسلامي منذ أيام الخلفاء الراشدين .. ثم انتقل في الفصل الذي يليه إلى مفهوم الثورة والفرق بينها وبين حروب الاستقلال، الانقلاب العسكري، الانتفاضة.
الجميل في هذا الكتاب أنهُ تناول الموضوع كاملاً ومن نواحي عديدة، بحيث تكوّنت لديّ نظرة أوسع وأكبر مما كنت أتخيلها، حديثه عن الثورة، عن أهدافها، استشهاده بالأدلّة والشواهد، والأحداث القديمة. بالضبط هذا ما كنت أحتاجه لفهم الثورة بشكل كامل. قد تختلف نظرة الناس نحو الثورة وتختلف مطالبهم وحاجاتهم بالطبع أيضاً، لكن قد يجتمع الجميع على مبدأ واحد وهو التغيير.
أسلوب سلمان العودة قريب ومحبّب جداً إلى القلب، – بالنسبة لي – بسيط وغير متكلّف، استخدامه للمفردات التي يفهمها الجميع .. بدون إطالة ولا تعقيد .. يذكر النقاط المهمة بشرح يساعده في إيصال الفكرة/ الموضوع بطريقة سلسة ومفهومة.

*********************

إمرأة من طراز خاص - كريم الشاذلي (215 صفحة):
 كغيره من كتب التنميه البشريه التى تعتمد على أسلوب التحفيز وبت الحماسه ورفع المعنويات وإشعال العزيمه بأسلوب الكاتب السلس ومفرداته البسيطة ليخاطب المراة فيقول لها :

" هل ترغبين في تحسين حياتك. وإضفاء جوانب مشرقة عليها؟ أن تكوني أكثر ثقة بنفسك ، وتتقنين فن المبادرة الإيجابية ، وتحددين هدفك فى الحياة؟ هل ترغبين فى تنظيم وقتك؟وتحسين جوانب مهاراتك الاجتماعية في علاقاتك الشخصية ومحيط عملك؟
إن كانت إجابتك بنعم، فهذا الكتاب جاء في وقته بكل تأكيد "

*********************



الأحد، 31 مارس 2013

غليان


عندما كنا صغارا علمونا أن درجة غليان الماء هي 100 درجة مئوية عندها يبدأ الماء في الغليان، ولكنهم لم يعلمونا عند أي درجة من درجات الحياة تبدأ النفس في الفوران ..!!

هل تغلي عندما تنهار أعصابنا من كثرة ما عانينا من التوتروالغيظ وكتم الظلم ؟ .. إلى أن تنتزع آخر طبقة فتصبح الأعصاب متآكلة كأسلاك الكهرباء ، ويا للعجب فإن من يلمسها لا تصعقه!! بل يصعقها ، أم يا تراها هي الدرجة التي تكتفي بها أنفسنا من الهموم والأحزان ؟؟ لنجد أنه لم يعد لنا مهرب او متنفس ؟؟ أم أنها الدرجة التي نفقد فيها الثقة في كل من هو حولنا وما حولنا ؟؟ ولم نعد نسمع سوى صدى صرخاتنا الصامتة لتي لا معنى لها ولا تعني أحد غيرنا..

علمونا أنه عند غليان الماء يتحول إلى بخار .. فما هي الحالة ستتحول النفس بعد غليانها.. هل يا تري ستتبخرهي أيضاً..؟!

الثلاثاء، 19 مارس 2013

مخلوقات غريبة عجيبة


كاذب هو كل من قال إن المرأة تفهم المرأة !!! ، أنا شخصياً لا أفهم عالم النساء فبالكاد أفهمني ، فعالم النساء عالم غريب عجيب مليئ بالأسرار يلفه الكثيرمن الغموض .. هذا ماكان يجول في بالي متأثرة بكتب وأفكاررائد حركة تحرير المرأة قاسم أمين التي صرت ألتهم قرأتها مؤخراً ، عندما كنت أفكر ما الذي سأرتديه في زفاف إبنة عمي الذي سأذهب إليه مرغمة تحت تهديدات أمي التي حلفت (والله ماني ماشية حتي أنا لو انت مش ماشية 
:|  ) ، وتوجيهات أختي الكبري علي أن عدم ذهابي ( مايجيش وعيب :| ) . في النهاية رضخت لرغباتهم متحججة لنفسي أن كلامهم صحيحاً متسائلة وماهو الشئ المهم الذي سأقوم به إن بقيت في المنزل ؟؟ سرت بتكاسل نحو الدولاب هبت عليّ أشباح الملابس !شبح الفستان البرتقالي المزهر يناديني أنا أجملهم وأفخمهم إرتديني أنا ، و شبح الفستان الأحمر فكان يخاطبني أنا أبسطهم وأنعمهم وأكثرهم قوة في إظهار أنوثتك فأختاريني أنا ، أما شبح الفستان الأسود قال ماكراً إرتديني فأنا أعرف جيداً كيف أخفي عيوبك ودهونك المراكمة ثم إنني سيد الألوان ألا تعلمين ؟ 
ضحكت لما خيّل إليّ ، فدائماً كانت لي قناعة بأن للملابس شخصيات معبرة مثلنا ، منها مايوحي لك بأنه قميص ذو عقل وحكمة ، ومنها أنه فستان له شخصية جريئة ، ومنها مايدل بأنه بنطلون ذو شخصية حمقاء وبلهاء .

أخيراً وقع إختياري علي الفستان الأحمر بدا لي أنيقاً وجميلاً فهو يتماشي مع مزاجي في الوقت الحالي وكمالياته لا تحتاج إلي الكثير من الوقت والجهد .

وقفت أمام المرأة بعد ( تشويط شعري علي قول أخي بدر
:)) الذي تركته منسدلاً ووضعت اللمسات الخفيفة من المكياج ودندنت مريتي يا مريتي 


وجاءت الساعات المنشودة ، جميع النساء إرتدين ثيابًا منها الأنيقة ومنها المبالغ بها ومنها يا 
سااااااتر، منهن من تباهت بخصرها النحيل واختارت فستانا يظهره، ومنهن من اختارت الأسود ليخبئ الدهون المتراكمة واللحوم المترهلة.
 كانت الاجواء مملّة بداية الحفل حتي أنني فكرت بإخراج هاتفي وإكمالي قراءة رواية المقصلة لولا تسارع عقلي مخاطباً إياي هامساً
- إنني مازلت هنا لمنعك من أفعالك المجنونة .. أعقلي وتصرفي كالنساء من حولك أرسمي علي وجهك العابس إبتسامة صفراء كاذبة إنطقي بسؤال عابرلا قيمة له عن الحال والأحوال تفوهي بكلمات مجاملة 
-  أوووف حسناً حسناً  لك ماتريد .


الاثنين، 18 مارس 2013

النهارده فرحي يا جدعان


منذ فترة كتبت تعليقا عابرا بموقع goodreads نتج عنه رسالة جاءتني علي صفحتي بالفيس بوك 


سلام آمنة..

اول شيء شكراً لقبولك لي عضوة في مجموعتك الجديدة التي علمت بشأنها من موقع goodreads.. علمت ان سبب انشاء المجموعة له علاقة بكونك تتمنين نادي كتب تلتقي فيه مع محبيي القراءة لتناقشي كتاب جديد كل اسبوع مثلاً في ليبيا و لهذا فوراً راسلتك لأنني اريد ان اخبرك بأمر نادي القراءة الذي يلتقي اسبوعياً في طرابلس

اعلم انهم يلتقون كل سبت لمناقشة كتاب و لكنني لم احضر اي من لقاءاتهم الى الان رغم انني اتمنى مشاركتهم في المستقبل.كذلك اردت ان اخبرك انني قرأت ما كتبتيه عن رواية أحلام مستغانمي الجديدة و اعجبني اسلوبك و شغفك.. و زادت من عزمي على افادتك عبر اعلامك بالنادي.

اتمنى لك يوماً\مساءاً نيّراً.

                   **************

وأخيراً أمنيتي الصغيرة تحقـــــــــــــقت .
تمّ قبول إنضمامي إلي النادي .




بادئ الأمر كانت مجرد أمنية صغيرة لم أتوقع أن تكون أكبر من ذلك ، لم يخطر ببالي أن نفسي التائهة التي طالما بحثت عنها فترة 25 عاما أن أجدها هناك ، وذاتي الخجولة الحائرة ستكون جريئة وشجاعة وواثقة بعد ذلك .

قد يراه البعض منكم أنه أمراً في غاية التفاهة_ كـ عائلتي وصديقاتي _ فقد كان تركيزهم أكثر علي الدراسة والتخرج والوظيفة والطبخ والنفخ والتنظيف والزواج فقط ، ومايأتي من غير ذلك فقد كان أمرا زيادته كـ نقصانه _ أما أنا فكنت واثقة أن هذا الأمر ليس بطبيعي عني وأنه ليس بالأمر الذي أريده .

لكنني كنت علي يقين وإيمان أكثر .. بأّنّه طالما كانت لدينا الرغبةُ و الإرادة .. فالسعيُ وراء الأماني سـ يغدو أسهلَ بـ كثير بإذن اللهِ


عزيزتي فرح لك كل الشكر برسالتك تلك .
سعيدة جدا بإنضمامي إليكم لطالما تمنيت أن يكون لي أصدقاء مثلكم .

مُمتنّةٌ للهِ كثيراً ..
شكراً أصدقائي .. لفسح مساحة لي بينكم شكرا لأنكم رحبتم بوجودي معكم
شكرا لانكم أسعدتموني .. و أدخلتوا البهجة لقلبي الصغيرِ .
لأنكم شجّعتموني .. و ألهمتموني ..
شكراً لأنكم ستتحمّلون ثرثرتي المُزعجة كثيراً .. وحالاتِ مزاجي المُتقلّبة .. و أوقاتِ حُزني الكئيبة
يكفي أنّكم أنتم .. وجودُكم هو مصدرُ بهجتي و سعادتي ..
شكراً كثيراً 



الاثنين، 4 مارس 2013

الحديث عن الفقد


دائما ، كنت أتمني وكثيراً لو أموت قبل أن أفقد أيّ أحد .. قبل أن أفقد أحداً في الحياة وأراهُ بعيداً عني، لا أستطيع الوصول إليه ولا الحديث معه .. أخشى الفقد كثيراً، ترعبني لحظة تخيل فقد أحد من أفراد عائلتي أو أصدقائي (أطال الله في عمرهم جميعاً) .

*************************

منذ أسابيع مضت كان قد قرروا أخوالي بيع منزل جدتي وجدي (رحمهم الله) ، أتذكر تضايق أمي الشديد رغم محاولة إخفاءها للأمر ، الا ان ذلك كان واضحا جدا في ملامح وجهها ونبرة صوتها عند الحديث في الموضوع ، فهي التي آلمها الأمر كثيراً ، تري في ذلك بيع لذكريات الطفولة ورائحة عطر جدتي التي تعم المنزل وصوت جدي الذي لايزال صداه حتي بعد وفاته .

*************************

أمي التي قررت عدم الذهاب إلي المنزل ورأيته بعد إجراء الصيانة له ، كانت تود الإحتفاظ به في ذاكرتها بصورته المعتادة ، ألوان جدرانه وأثاثه الذي قلّما تغير مكانه أو تجديده ، التحف القليلة الي حفظنا مكانها عن ظهر قلب دون أن نلمسها خوفا من كسرها لغُلوّي ثمنها . شُجيراته التي كانت تعتني بها جدتي كثيراً كأطفالها وأجبرتنا علي الإعتناء بها أيضاً ، زواياه وكل تفصيل صغير من مساحته المتواضعة المرتبة جيداً.

*************************

برغم المرض الذي شلّ حركتها ولسانها 8 سنوات قبل وفاتها ، إلا أنني أذكرها جيداً سواد عينيها وشعرها الأحمر الطويل التي كانت تعتني به كثيراّ .

جدتي التي كان الجميع يحسب لها ألف حساب لقوة شخصيتها وحكمتها ورجاحة عقلها ورأيها ، كلماتها الحكيمة وأسلوبها المقنع ، فهي التي لم تتعلم القرأة والكتابة لكنها كانت ذكية جدا ، عاشت في بيئة بدوية علمتها الصبر والاخلاق والدين .

لي جدتي كل شي له قواعده وقوانينه والويل لمن يخترقها ، إستقاظها في الصباح الباكر جداّ رغم السبعين عاما التي تحملها تدب الحياة في أرجاء المنزل بحركتها التي لا تهدأ الإ بحلول الظلام ، بساطتها التي تحطيها بدءاً بالكانون وبراد الشاي والزميطة والحلوة التي لاتخلو من دولابها تُشعرك بالأمان والطمأنينة .

لأكن صادقة لم أكن أحب المبيت لديها ، بسبب قواعدها الصارمة إلا انني كثيرا وكثيرا ما أفعل ، برغم ذلك فقد كانت تحمل الطيبة في قلبها وحبها لي أحفادها ، أذكر إلتفافنا حولها في ليالي الشتاء لي تروي لنا الحكايات لا يهم كم من المرّات كانت تحكيها .. فقط كنا نبتسم ونضحك في نفس الجزء المضحك من القصة .. في كل مرّة، كانت تحب ذلك .. كانت تستمتع وهي تحكي لنا عن ماضيها وأيامها القديمة وبساطة حياتهم وإختلافها عن الحياة الآن ، أذكر صوتها وهي تُملي علينا نصائحها ومواعظها وتحذرنا عمّا قد يواجهنا من مصاعب في الحياة .

*************************

بعد إلحاح خالي عبد الحكيم علي أمي للذهاب إلي المنزل ورأيته بعد الصيانة وتغيير شكله وهم أيضا يريدون أن يفرغوا أثاثه قبل بيعه . تذهب أمي كل صباح خالية من كل شئ لتعود مساءا وهي محمّلة بالذكريات مثقلة بالحنين والإشتياق .
تعود للمنزل وفي جعبتها الكثير من القصص والحكايات والمواقف التي تتذكرها بصمت هناك وترويها لنا عند عودتها ليلاً .
تذهب أمي لتفرغ البيت من أثاثه لتقوم بتنظيفه وترتيبه وهي لا تدري أنها في ذات الوقت أيضا تقوم بنكث ذاكرتها وتعيد ترتيب ذكرياتها .

*************************

حديثي عنها الآن هو أن اليوم 4-3 يُعلن عن مرور سنة لوفاتها (رحمها الله) .

 اللهم اغفر لجدتي, و ارحمها ، و عافها ، و اعف عنها ، و أكرم نزلها ، و وسع مدخلها ، و اغسلها بالماء و الثلج و البرد ، و نقها من الذنوب و الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، و أبدلها داراً خيراً من دارها ، و أدخلها الجنة ، و أعذها من عذاب القبر و من عذاب النار ، اللهم اغفر لها ، و ارفع درجتها في المهديين ، و اخلفها في عقبها في الغابرين ، وا غفر لنا ولها يا رب العالمين.


الأحد، 3 مارس 2013

وأصبحتُ ربع قرن



تك تك تك تك


الساعةُ الآن تقتربُ من الثانية عشرة لتُعلِن بداية يومٍ جديدٍ ستشرق شمسه بعد ساعات .. يوم وُلِدتُ فيهِ قبل خمسة وعشرون عاماً


جميل أن تشعر بأن يوم ميلادك يوم مميز أو قد أقول أنهما يومان هههههه


ولدت يوم الثلاثاء 3-3-1987 وتم إكتتابي في شهادة الميلاد يوم 4-3-1987 لذا دائما ما أقول أن عيد ميلادي يومان.



تك تك تك تك


الساعةُ تستعجِلُني الآن فهي تشير إلي  PM 11:59


أنت بالخامسة والعشرين الآن ، مالذي ستفعلينه وأنت تستعدين دقائقك الأولي لها؟


أمممم ، أعلم أني لم أعد صغيرة بعد اليوم ” الكبر شين يا ساعتي “


مارس ، شهر جميل .. بدايته أجمل الأيام لديّ .. آمل فقط أن ينتهي بخير .. هذا كل ما أتمناه الآن


تك تك تك تك


الساعةُ الآن AM  12:01


وأصبحتُ ربع قرن!


*********************


25 ليس رقما مميزاً بقدرِما أنا أحبه .. فلستُ من عشاق الأرقام الفردية
لكنه يبدو مميّزاً الآن .. رُغم أنّه رقمٌ لا أكثر أقوله عندما يسألني أحد ما عن عمري
الآن وأنا إبنة 25 عاماً مضت ، مضت وهي لاتحمل معها إنجازات لأفخرَ بها ..
لكنها مضت وهي تحمل أياماً و أعواماً جميلة .. سأظلّ أتذكرها وأذكُرُها ما حييت
أستطيعُ أن أقول بأنّي تغيّرت .. تغيّر شيءٌ ما .. أشعُر بأنّي فعلاً كبرت .. نضجت .. عاماً بل و أكثر !
مازلت أتصرّفُ بجِنونٍ أحيانا كثيرة .. و أتحدّثُ بسرعةٍ وحماسٍ يغلِبُني كالأطفالِ أحيانا أكثر .
و كثيراً ودوما أكونُ كـالعجوز
لكني خلال عامي هذا .. تعرّفتُ عليّ ..على أشياء لم تكن فيّ ..أشياء لم أعرِفها أبدا من قبلُ ..
اليوم ..هو يومي لأُجدّد الأماني..لأزرع أحلامي الصغيرة ..فأحصُدها إنجازات كبيرة محققة في العام المُقبل إن شاء ربي


*********************




منّي إليّ ....

متي ستعلمين أن الحياة لا تتوقف أبداً يا صديقتي .. لا تتوقف لأحد .. ولا تتمهّل لحظة واحدة لحزن أوفقد أحد .. هي تسيروتسير ... دون أن تلتفت للخلف .. لن أردد عليك كلماتهم السخيفة لا تحزني، لا تبكي .. بل افعلي كل ما تريدين .. ربما أنصحك بأن تصرخي ، لكن عليك أن لا تتوقعي شيئا .. أبداً. عليك أن تعلمي أنه لن يبكي معكِ أحد .. لن يقلق من أجلكِ أحد .. ولن يربّت على كتفك أحد ويسألك ما الأمر؟ لن يحدث أيّ من هذا يا صديقتي
منذ فترة، وأنا أخبرك ألّا تربطي سعادتك بأحد .. ألّا يكون محورحياتك حول شخص واحد .. وكأنه كل شيء .. تعلمتي أشياء كثيرة .. فحاولي أن تكبري فعلاً ! فكري بواقعية أكثر ولا تنسي كيف تحلمي أو تتخيلي
يا صديقتي، أعلمُ كم هو صعبٌ أن تنسى، لكن حاولي أن تتناسى، تغاضي قليلاً. لاتكوني ساذجة كما يظنّون، أعلم بأنكِ لم ولن تتجاوزي الأمر بهذه السهولة، لكن يجب أن تتعايشي معه، شئتِ أم أبيتِ .. لتعيشي.
قد تبدو الحياة صعبة ، وقد تكون بائسة أحياناً ولا تُطاق أحيانا كثيرة .. قد نسأم منها ونيأس .. لكنها ليست بهذا السوء أبداً . كوني كبيرة وفكري مثل الكبار .. تصرّفي بعقلانية وتهوّري مثل الصغار، تصرفي كالكبار في الأوقات التي يجب أن تكون بها على قدرٍ من الجد والمسؤولية لكن لاتفقدي بداخلك تلك الطفلة التي تخبئ أحلامها ، عيشي.. وألعبي وأخلقي من البؤسِ فرحاً، وأبتسمي .



كوني بخير .. أراكِ بعد خمسة وعشرون عاما أخري ... إذن الله .

الأحد، 24 فبراير 2013

تمتمة

يسألون : كيف هو حالك ؟؟ 
أجيب : الحمد لله
يردون : (وابتسامة النصر علي وجوههم ) قلنا لك ستنسين وتتجاوزين الأمر 

الأغبياء بجهلهم لم يعلموا أننا نحمدوا الله في السراء والضراء

براءة طفلة


اتصفح واتفحص الألبومات العائلية القديمة ،، اتذكر أحلامى وطموحاتي كطفلة ،، رؤيتى للعالم الخارجى ،، ابتسم بسخرية على سذاجة و براءة أحلامي الوردية ... كم أفتقدك يا طفولتي




الاثنين، 18 فبراير 2013

ترنُــــــح





لماذا العشق يحمل بين طياته الألم والوجع؟ ألا سبيل للمحبّين أن يُسعدوا؟ أن تجد السعادة يوماً طريقاٌ إليهم ؟ هل حقا ٌعلينا أن نربّي قلوبنا على عدم التعلّق؟ كان علينا أن نعلمها كيف لها أن تكون صلبة وثقيلة ومقاومة كمعدن اللوتيتيوم لا تعلق بشي ، وأن تكون خفيفة كالريشة تطير دون أن تلتفت إلي أحد ، أن نعلّمها كيف لها أن لا تتمسّك بمعذبها الذي أفلت يدها يوماٌ .
أيام طويلة مضت، والروح بداخلي تترنح بين حزنِ وألم ، ضعفت كثيراً وأعترف بأني استسلمت .



السبت، 9 فبراير 2013

ثقافة الشعب مع الواسطة





هل كرهنا وتذمرنا من الواسطة لأنها مخالفة للعدالة الاجتماعية أم لأننا لم نستطع الانتفاع منها؟!!
لو أتتنا فرصة الإنتفاع منها هل كنا سننظر لأنفسنا بتلك النظرة ذاتها التي سننظر بها للآخرين الذين انتفعوا منها؟!!
من الذى أجزم أن الواسطة هي المحرك الأساسي داخل مؤسساتنا .. هل هم المسئولون أم المواطنون ؟!!
كيف تتوقف الواسطة في مجتمعاتنا؟ بالأخلاق ؟؟ أم بالدين؟؟
الواسطة لدينا ليست مرتبطة بالدين وإنما هي إثم (إجتماعى _ إداري ) توبته عدمها وسقوط هذا الإثم عند الانتفاع بها !
أى أنها لا تعتبر إثمًا إلا عند حرمان الشخص منها فإذا أتته فرصة الإنتفاع منها أنتهزها وأعتبرها نعمة من الله تستحق الحمد والشكر!
فهي معصية أو مكروه أو مباح أومستحب ، كل حسب إنتفاعه منها هذا من ناحية الميزان الديني ، أما الميزان الاجتماعى فهي تدخل من ضمن باب تبادل المنافع (الأخذ والعطاء ) وأعتبروا أنفسهم أهل البر والإحسان ، فتطمئن نفوسهم ويشعرون برضوان الله عليهم !

كثيرة هي الحلقات الفارغة حول الواسطة ..


الحلقة المفرغة الأولي _ هل تقصير الدولة هى من تدفع مواطنيها باللجوء بالطرق الشرعية وغيرالشرعية ؟؟ أم أنه على المواطنين أن يلتزموا بالقناعة وتطبيق القوانين والإجراءات _ شرط تحقق العدالة؟؟

الحلقة المفرغة الثانية _ هل علي الدولة أن تطبق العدالة أم المواطن هو من يجب عليه أن يلتزم بالطرق الشرعية؟ لو بدأنا بالأول لقالت الدولة كيف أطبق العدالة والجميع ينتهكها ولو بدأنا بالثانية لقال المواطنون كيف نلتزم بالقواعد وهناك من يخرقها !


الحلقة المفرغة الثالثة _ هل يتوقف صاحب الامتياز عن منح إمتيازاته ؟؟ أم يتوقف المواطن العادي عن السعي وراء صاحب الإمتياز ؟؟


لم تنجح الثورة – حتى هذه اللحظة – النجاح الذي كنا أملين منه ،، فلم يكن الإنفلات الأمني والإعتصامات وسرقة الأموال والسيارات والمنازل وحوادث الاختطاف وغيرها هو تأخر نجاح الثورة ، والسبب برأيي هو بعض القناعات الثقافية الاجتماعية المتعفنة والتى لم تستطع الثورة تنظيفها أو حتي الإقتراب منها ، ومن بينهم الواسطة .

لمعرفة نظرة المجتمع للواسطة ؟؟ إسأل الناس ما قولهم فى رجل منع أن يتحصل إبنه علي وظيفة جيدة بالواسطة ؟!! إذا وجدت أحدا أجابك بغير أن الرجل غبي وأحمق ولعنة الله عليه ضيّع مستقبل إبنه .. فاتصل بمستشفي المجانين 

الجمعة، 1 فبراير 2013

حقيبة الظلام







الساعة الثانية صباحاً ، منذ فترة ليست بقريبة أعتدت أن يبتعد عنّي النوم ليتركني مع ظلام الليل وحديّ ، كم من مرة وددّت أن أسأله : أيّها الظلام لما أنت بهذا اللؤم دوماً ؟ تأتي بتلك الهيبة وفي يدك حقيبتك تعبث مابداخلها أحلامنا،أحزاننا،ألالآمنا، ذكرياتنا، حنينا،أشواقنا، تبعثرها حولنا وكل أشيائنا التي حاولنا كثيراً الإبتعاد عنها .

هذا الظلام الذي اعتاد أن يزورني وحقيبته التي لم يحدث أن نسِيها ليلاً ، يضعها علي الطاولة ، يسحب كرسياً ليجلس، يشعل سيجارته،لايستجيب لأسئلتي ومحاولاتي للحصول علي أجوبة، لم أنت بهذه الأنانية ؟ لم أنت بهذا اللؤم ؟ إنني أحاول أن أتناسي ؟ لم لاتتركني أتجاوز الأمر؟ لم لا تجيبني ؟ هل أنت أبكم ؟ أم أنك أصم ؟ لايعيرني إهتماماً سوي النظر إليّ بإبتسامة ماكرة كلما أخرج شيئاً من حقيبته ورميه لي ّ.
أجدُني أقاوم في محاولة جادة لمخاطبته، لم أنت سيئ لهذه الدرجة ؟ ماالذي يدفعك لتكون هكذا ؟ أهي العتمة التي تحيطك وتسكنك ؟ ألهذا السبب الحزن دائماً مرتبطاً بالعتمة ؟ باللون الأسود ؟ هل لأنه يشبهك ؟
يبدو أنني هذه الليلة أغضبته !! لم أفعل ما أعتاد مني فعله كل ليلة ما إن أراه وحقيبته حتي أستسلم وألعب معه لعبته .
هذه الليلة أخذ الحقيبة وأفرغ كل ما بداخلها بكل قسوة دفعة واحدة دون رحمة أو شفقة .

تركني وأشيائي الكثيفة الثقيلة جداً التي أمتصت مقاومتي وجعلتني أستسلم في نهاية الأمر .
أطفأ سيجارته .
وقبل أن يغلق الباب خلفه تقدم نحويّ وهمس في أذنيّ ... لنا لقاء ليلة الغد 
                                 
                                        ورحــــــل 






الأحد، 27 يناير 2013

صحبة الإنتظار


ولا تتعجل فإن أقبلت بعد موعدها 
فأنتظرْها ..
وإن أقبلت قبل موعدها 
فأنتظرْها .. 
                         (محمود درويش)



قائمة الإنتظارمليئة يا صديقي .


كثيرة هي الأشياء التي ننتظر حدوثها ، ننتظرالأيام أن تأتِ وتُعيدَ إلينا ماغابَ معها ؛ هكذا هي الحياة تعيشها وأنت في صحبة مع الإنتظار تشعر بالألفة أحيانا وبالضجر أحيانا أخري ، تحتسي معه القهوة وتجلس مع أمالك علي ذلك الكرسي الذي جلس عليه قبلك الكثيرون والكثيرون ، وأنت غير مبالي بأصواتِ الذين غادروا قبل وصول القطار الذي ينتظرونه ، فقتلوا أملهم ورحلوا وهم الآن يشيرون إليك يهمسون ويضحكون ويسخرون ، يمرون أمامك فيقولون لك عد أدراجك فلا قطار يمر من هنا ، القطاراتُ في هذه المحطة لم يسبق لها أن أتت لأصحابها الذين ينتظرونها .

فحياتنا دون وصاية أونصح من أحد ماهي إلا محطّة انتظار كما هي محطّة للعبور- لن نعيش فيها بقدر ما نحنُ في حالة انتظار دائم لكل شيء .. ننتظر الغد ومايحمل في جعبته برغم يقيننا بأنه آت وماضي لنعود علي نفس الكرسي وإنتظار مابعده ، حتما مثلك يا صديقي سأغادر وأنت أيها القارئ ستغادر ربما أغادر قبلك وربما تسبقني ، لكنك الآن تجلس بجانبي على نفس الكرسيّ الذي تحدثت عنه ، ألْتفتُ إليك أسأل كم الوقت ؟؟.. تُجيب لا تقلقي .. فلدينا العمر بأكمله .



الجمعة، 25 يناير 2013

صاد دال ياء قاف

ص د ي ق 

ص  :-
 صدق ، صدفة ، صبّار ، صعوبة ، صَدْ ، صلح ، صعود ، صفاء ، صِراع ، صبر ، صمت ، صِدام ، صيام ، صمود ، صُداع .

د :-
دهاء ، دفء ، دُوار، درب ، دوماً ، دمار، دقة ، دليل ، دمعة ، دفن ، دعاء ، دماء ، دوامة ، دلع . 

ي :-
 يعطي ، يهطل ، يصْدُم ، يريد ، ينزل ، يسقط ، ينتهي ، يصل ، يصطدم ، يعود ، يهدي ، يصعد ، يثمر ، يصمت ، يؤلم ، يُصلح .

ق :-
قناعة ، قدرة ، قذر ، قمة ، قتل ، قرار ، قوة ، قبر ، قنبلة ، قرف ، قشطة ، قفص ، قشعريرة ، قيد ، قهر ، قلق ، قدرة ، قيادة .

ولك أن تختار من بين الكلمات .


الخميس، 24 يناير 2013

مــوعـــــــــد


كانت صدفة غريبة قادتني الي رسائلك ، ذلك النوع من الصدف المتوقع لمكان مهيئ للصدف ،، صدفة تأتي لتوقظ الألم بالتذكر مدعية انه بغير قصد .

كنت قد قررت أن أنظف جهاز الكمبيوتر لكثرة الملفات فيه ، ملفات غير مهمة أمر بها كل يوم ولم أفتحها منذ مدة .

ذلك المساء وجدت رسائلك أمامي هبت فجأة في وجهي عنوانها اسمك وبجانبها صورتك ، مررت بها بنقرة على الكيبورد لكني لم أفتحها كانت فكرة فتحها مفزعة  بالنسبة لي كأني  لو نقرت عليها ستظهر أنت أمامي ، 
حتي أنني فكرت ماذا سأقول ؟؟ عن ماذا سأتكلم ؟؟ هل أعاتبك أم أنني سأرتمي في حضنك وأخبرك كم أنني مثقلة بالشوق إليك ؟؟  ماذا عساني أفعل في تلك اللحظة ؟؟ تركت كل شيئ أغلقت اللاب توب وكأني أغلق بابا خلفي وأتركك في الغرفة ورائي لأني لا أستطيع التحدث اليك ولا مواجهتك ولا حتى النظر في وجهك .

أهملت الصدفة ,, لكن التخطيط قادني الى فتحها ليلا ، ربما ذلك هو القدر كان ينتظرني في ساعة أخري يومها ، تماسكت قليلا الإ أن تماسكي خذلني هرعت للغرفة المجاورة وأشجعت بالبكاء ؛ البكاء بالنسبة لي  كالصلاة 
أمر بينك وبين الله لا يصلح أن تشارك فيه أحدا ويحتاج الى خلوة وخشوع .

لا أدري كم مضي من الوقت ساعاتان أو ثلاث ساعات لكنني في النهاية عدتُ الى حيث تركتك جالسا في اللاب توب فتحت رسائلك أحاديتنا الطويلة منها والقصيرة اطّلعت عليها كأني اكتشفها للمرة الأولى وكأني أتعرف عليك للمرة الاولى ، حين كنت اخجل حتى من نطق اسمك .

وجوه كثيرة لك اجدها امامي اجد الطفل والرومانسي والمندفع والوقح والرجل الشرقي احيانا والرجل الغربي احيانا اخرى ، أحيانا تكتب وكأنك تتقمص سلطة الاب في كلمات قصيرة مثل افعلي كذا ولاتفعلي هذا ، تلك الأحاديث التي تخبرني فيها كم "نحبك أمون" والأخري التي كتبت لي بها "حطي في بالك أمون علي قد ماتحبيني أعرفي إني نحبك أكثر" مررت علي ذلك اليوم الذي سهرنا سوياً حتي الخامسة صباحا وكنا نختار فستان الزفاف والشقة معاً ، وقفت عند تلك الكلمات التي ماكانت كثيرا تشعرني أنني طفلتك المدللة "انموت فيك يا بنوتة " .

ابتسمت لذلك الحديث عندما صرّحت فيه بأنك غيور جدا عليّ وكلمات أخري ما إن أقرأها حتي يحمر وجهي، يعتصرني قلبي حين اصل الى جملتك " مشتاق " فتحت كل الأحاديث واحدة تلوي الأخري ،أمضيت يومي في الغرفة وانا افعل ، كنت أبحث عنك في كل كلمة ،عطرك الذي زلت أشتم رائحته ، إبتسامتك التي تبعت بيا الروح ؛ ولكونها رسائل الكترونية كان بحثي عنك سرابا ، توقفت عند كلماتنا الخاصة بنا " النازعات والجنان" أدمعت من فرط الضحك علينا .

أصابتني حالة لا أستطيع تفسيرها عند هذه الأسطر " انحس ان حبي ليك زاد تعرفي امون نتمنى اني نقدر اندخلك لقلبي حتلقي استقبال مش عادي كانك اميرة في يوم زواجها الكل فرحان بيها
بمعني انك الحاجة اللي كانوا يستنوا فيها و اخيرا جت" 
تحولت من اللاب توب الى هاتفي النقال ,, التهمت رسائلك الاس ام اس التي لا ازال احتفظ بها أول رسالة أسرعت إليها تلك التي بحت فيها أول مرة بحبك لي ّ "انحبك يا أروع أمون في الدنيا" عشت شعورها فرحها وتفاصيلها وكأنك الآن أرسلتها " صباح الخير حبيبتي " "I will sleep hony,Good night" " أنا في شقتنا مع أماليا "وأخري تخبرني فيها أنك مشغول الآن  بكيت جدا عندما وصلت الي " مبروك حبيبتي " تذكرت حديثنا الطويل علي الهاتف ذلك اليوم عندما أخبرتني أنك في قمة السعادة يوم أنتهت " الفضانية علي خير " 
كنت أمارس تمريني اليومية علني أصل في النهاية إلي النسيان ووجدت نفسي وسط تلك الرسائل التي فتحتها يومها.. تفاصيل صغيرة حنان وغضب، لقاء وحب وعراك ، دعوات من القلب "الله لايحرمني منك " ربي يخلينا لي بعض " شن بصبرنا لي شهر 12"  لحظات شجاعة ولحظات جبن لحظات عشق طويلة.. كلها مدونة في رسائل تعيد ولادتي من جديد .

قصتنا كلها مكتوبة في تلك الرسائل ، رسائل طويلة وقصيرة ، أذهلني التذكر واذهلني التوثيق للتذكر، بالاحتفاظ قصدا مع سبق الاصرار بكل تلك التفاصيل التي تصنع قصة .

بركان من التذكر وسط الوجع والألآم ،حِمم من التفاصيل تنفجر مرة واحدة .
هو الحنين الذي يوقد ذاكرتي ويجعلها مستيقظة على الدوام ، ربما هو الحنين الذي يجعلنا أوفياء للأموات ، أما أنا وفية لرجل غائب ، وتلك الحقيقة صدمتني من نفسي ،جعلتني أدرك أنني أتقبل الموت أفضل من تقبلي للغياب ، في الموت على الأقل هناك عزاء وقبر وضريح نبكي كلما زرناه ، لكن الغياب يجعل من حياتنا قبرا لنا .

 كتبت لك ذلك في مكان ما في رسالة لم تصلك لأني لم أبعثها اليك ,, أمضيت ليلة كاملة وانا أكتبها وفي النهاية لم أرسلها ، فأسميتها رسالة مِني إليَ .

كلما أخذني الحنين اليك جهزت نفسي لي موعد معك من خلال رسائلك وكتاباتك وأشيائك الإلكترونية .

الثلاثاء، 22 يناير 2013

حتوتة للمؤتمر الوطني قبل النوم





كان يا ما كان فى قريب الزمان   .. في الغابة كان فيه ثيران 
200 ثور شكلهم حلو وألوان ألوان .. رئيسهم الذيب ومساعدو الثعبان 
اتمردوالثيران بعد ماكانو عايشين في أمان ..وهما يتعاركوا مين اللي حينتصر وح يبان
ذبحوا أولهم بعد ما نام  .. وحبسوا الثالث لحد مامات 
وأكلوا العاشر .. وأغتالو 30 ... وسمموا 100 لأنه كان جعان .. 
وفي الأخر بقي واحد من الثيران .. رح لينام لأن يا حرام كان تعبان
صحي بعد ماصار من النوم شبعان .. إتخض لما لقي علي جسمه أثر عضة الثعبان
بكي بعد ما أفتكر صحابوا الثيران .. والذيب قداموا واقف بيضحك وهو شمتان
وهو بيصرخ وبيعيط ضاعت بلدى وضاع الأمان .. لأنى كنت غبي وخاين لبلدي وجبان




الخميس، 17 يناير 2013

وطنيّون .. وطنيّون


ماذا يجري جنون ؟ سؤال اعتدت عليه كلما دخلت إلى حسابي الفيسبوكيّ.
 مممممم لحظة لأتصفح وجهك وأتفقد الإشعارات بعدها أخبرك ماذا يجري ؟؟ وماذا أشعر؟؟ .. آه 17-1-2013 قد أتتني دعوة مظاهرة من أجل تحسين مستوى المعيشة ورفع المرتبات وألغاء الضرائب و فتح باب القروض و ألغاء الفوائد الربويه على القروض وتخفيض سعر العملة وتقوية الدينار الليبي عليَّ الآن أن أقبل الدعوة وأضغط سأحضر (حتي وإن كنت لن أحضر) وحبذا لو أقوم بتغيير صورة البروفايل وأجعلها مايتناسب مع المظاهرة ثم  أقوم بالمشاركة  وأبدأ التعليق هنا وهناك .. 


                         كـــــــــم أنـــــــا وطنيــــــــــة

لو أنني كنتُ مارك زوكربيرغ وبعد تحول الفيس بوك من موقع إجتماعي للتواصل إلي موقع سياسي وإعلامي لقمتُ بتغييرهذا السؤال الإعتيادي  لأسأل ؟!
هل تظنّ انَّكَ حُر ؟ عدا عن  أنَّك تستطيع النوم متي شعرت بالنعاس ، وتناولك الطعام إن جُعت ولبست جوربك متي شعرت بالبرد .. دعك من الكثير وفكر ماستكون إجابتك لو كان السؤال هل تشعر بكرامتك  بإنسانيتك وشموخك ؟
للأسف .. بات قياس إنتماءنا ووطنيتنا في كم ضغطنا الزر الأيسر لماوس أجهزتنا  لحضور المظاهرات والإعتصامات ؟؟ وكم من أعجبني  لصفحات الأخبار؟؟ وكم من مشاركة  لصورة شهيد ؟؟  مع تغييرمقولاتنا وشعاراتنا وصورنا الإفتراضية في عوالمنا الإفتراضية

وفقط .. !



الأربعاء، 16 يناير 2013

دمعة لاتجف

دائما ماتخوننــــي .. تلك الدمعة 
 تذرف دون إذن قلبي وعقلي .. تمر بين شراييني لتعلن استقلاليتها عني ..
دمعة واحدة تكفي ..
لتبوح بكل شئ .. وتفضح سري ..
مهما حاولت كتمها تنساب رغما عن إرادتي
مهما حبستها ..تتحداني
مهما جففتها ..لاتنتهي
مهما توسلتها .. تخرج عن طاعتي .

السعادة واللحظة الراهنة

الحديث عن السعادة دائماً مايتم إرتباطه ب“ العيش في الحاضر” ، فيقولون لك دع الماضي وعذابه ، والمستقبل وما يخبئ لك ، وعش لحظتك الراهنة وأستمتع بوقتك الحاضرلكي تعيش حياتك السعيدة ؛ كلام جميل مفعمل بالأمل يتخلله التفاؤل والرغبة في الحياة ... لكن كل هذا مجرد هراء.

لا يوجد شيء حقيقي يسمى “ اللحظة الراهنة ” بل نحن رهائن لماضينا ومستقبلنا.
لا توجد لحظة راهنة لأننا مكبلون بأغلال مامضي وماسيأتي ،عاشقون للبدايات والنهايات ... فنسأل ماذا أحببت بي عندما رأيتني في المرة الأولي ؟ وهل ستتزوجني؟ فلا معنى لأي لحظة راهنة.

لا معنى للحظة الراهنة .. وأنت تتنظر تخرجك، نتيجة اختباراتك، موعد المقابلة الشخصية للوظيفة الجديدة، موعدك في السفارة لإصدار فيزا، موعد والدتك في المستشفى، موعد مباراة اليوفنتوس ، موعد ولادة طفلك ، موعد حصولك على رخصة القيادة ، موعد موت مديرك، ونتائج الاستفتاء على دستور بلدك.

لا معنى للحظة الراهنة .. وأنت تنتظر راتبك أخر الشهر، و متي يحين دورك في عيادة الأسنان ، بداية برنامجك المفضل ، دخول شخص ما علي الماسنجر ، إنتهاء دوام وظيفتك ، خروج من يشغل الحمام .

كيف يمكن أن نعيش في اللحظة الراهنة ونحن نرى حياتنا بكل هذا التعقيد والتشابك .

حين يخبرك شخص بأن مفتاح السعادة هو أن تعيش في اللحظة الراهنة .. خذه واتركه وسط الصحراء وقل له : عش لحظتك الراهنة.

وارجع إلي هنا وأحسب مع محمود درويش كم من الوقت ؟



الأحد، 13 يناير 2013

صديقي الشهيد


صديقي الشهيد ،،


عشرة أيام أوأكثر فصلت بين السطر الأول وهذا السطر .. ما إن كتبت صديقي الشهيد حتى تفاجأت بهروب الكلمات والحروف لأقف وحدي أمامك ، مشهد لا تريد الحروف أن تشاهده ، فكم هي الحروف صغيرة وجبانة تهرب حين لا تستطيع إيصال المعنى الحقيقي ، فيبقى المعنى وحيدا عاريا يلفه الهدوء والسكون ؛ فهل أحدثك بلغة الصمت يا صديقي؟



صديقي الشهيد هل سجنوك ؟؟  فماذا يعني السجن ؟؟ إنه مجرد غرفة عزلوك بها مع نفسك .. كم أعاني ياصديقي  لعدم قدرتي علي العزلة والإختلاء مع نفسي في هذا العالم المزدحم ، حتى في أوقات السكون تجبرنا الذات على التفكير قبل الانتهاء من العزلة عن ماذا سيكون بعدها ؟؟ فالذات يا صديقي تهرب منا طول الوقت، لا تريد منا أن نستيقظ بوعينا كي نراها هي التي تقودنا ، ولكنك محظوظ لأنك أرغمتها على ترك القيادة ورأيتها خاضعة أمامك بكل وضوح ، فلا أعمال تشغلك ولا دنيا تلهيك .. هذا هو معنى أن تكون مسجوناً، نردد بأننا غير مسجونين وأننا نعيش أحراراً أليس كذلك ؟ كم نحن سخفاء ، نحن المقيدون بكل أصفاد الدنيا نسير ولسنا نحن من نقود.. كم نحن فعلا مساكين 

شتموك بالتأكيد ؟ ماذا يعني الشتم أصلا ؟ هو لا يتعدي أن يكون كلمة أو أكثر اتفق البشر على أن تكون فيها إهانة للطرف الآخر حتى لو كانت كلمة بلا معنى أو كانت من لغات أخرى لايفهمها الطرف الأخر،، نعلّم أطفالنا كلمات لنجنبهم شتمات الكبار، ففي عائلتي مثلا يظن أطفال أخواتي أن الشتم بكلمة (يا حصان) هي من أكبر كلمات الشتائم ، لأن الكبارعلي هكذا إتفقوا وهم صدقوا الحيلة .. فالشتم أنواع وأشكال ولكن كلها ليست إلا رغبات بشرية في الانتقام ونفوس مليئة بالخبث والحقد تسترت بستاراللغة ، هل تعلم يا صديقي أنهم حين يشتمونك لا يرون إلا عالمهم المليء بالقذارة والنجاسة ؟؟ فليشتموك .. ففي نهاية الأمرهم قاموا بإتساخ أرضهم وعالمهم بالقاذورات .. وأنت روحك تجلس في الغرفة تتأملك وتضحك بسخرية عليهم ولكن لايسمع ضحكاتها إلا أنت.. الآن هل عرفت كم تبدو اللغة سخيفة ؟

هاجموك إذن ؟ وماذا عساه قد يعني الهجوم ؟ فجسدك أصبح نحيلا أكثر مما ينبغي، جلدوك ؟؟ ماذا يعني أنهم جلدوك؟؟ ضربوك بالسوط على ظهرك ؟؟ المساكين بجهلهم لم يعلموا أنهم يجلدون سوى عدة بلايين من الخلايا في جسدك ، وأنت هناك تتلو أذكارك وآيات من القرآن وأن الألم أصبح لامعنى له بالنسبة إليك .. هل فهمت كم تبدو اللغة ضئيلة حين قالوا بأنهم جلدوك ؟ 

لا تخف يا صديقي ألم تسمع للمرحوم محمود درويش حين قال: (كسروك كـم كسروك كي يقفوا على ساقيك عرشا / وتقاسموك وأنكروك وخبأوك وأنشأوا ليديك جيشا / وأطلت حربك يا ابن أمي / ألف عام، ألف عام ، ألف عام في النهار / فأنكروك لأنهم لايعرفون سوى الخطابة والفرار / هم يسرقون الان جلدك / فاحذر ملامحهم وغمدك / كم كنت وحدك يا ابن أمي / يا ابن اكثر من أب / كم كنت وحدك ) .. حقا كم كنت وحدك ياصديقي .






صديقي الشهيد .. وصلت إلي هنا بأكثر من خمسمائة كلمة وما زلت أطوف بين الحروف تائهة حول المعنى الذي لم أبلغه بعد، وهل لنا فعلاً أن نبلغه؟ 

لست برسامة ولست بعازفة ولا أملك صوتاً جميلاً أغرد فيه بذكراك، كل ما أملكه هو ثمانية وعشرون حرفاً ويداً للكتابة ، برغم يقيني أن تفاهة الحروف البليدة ليس بمقدورها إيصال المعاني العظيمة .

( ليس لديّ صديق شهيد من قريب أومن بعيد .. ولكنني صادقت كل الشهداء.)
                                           
                                          رحمكم الله يا أصدقائي الشهداء