الأحد، 31 مارس 2013

غليان


عندما كنا صغارا علمونا أن درجة غليان الماء هي 100 درجة مئوية عندها يبدأ الماء في الغليان، ولكنهم لم يعلمونا عند أي درجة من درجات الحياة تبدأ النفس في الفوران ..!!

هل تغلي عندما تنهار أعصابنا من كثرة ما عانينا من التوتروالغيظ وكتم الظلم ؟ .. إلى أن تنتزع آخر طبقة فتصبح الأعصاب متآكلة كأسلاك الكهرباء ، ويا للعجب فإن من يلمسها لا تصعقه!! بل يصعقها ، أم يا تراها هي الدرجة التي تكتفي بها أنفسنا من الهموم والأحزان ؟؟ لنجد أنه لم يعد لنا مهرب او متنفس ؟؟ أم أنها الدرجة التي نفقد فيها الثقة في كل من هو حولنا وما حولنا ؟؟ ولم نعد نسمع سوى صدى صرخاتنا الصامتة لتي لا معنى لها ولا تعني أحد غيرنا..

علمونا أنه عند غليان الماء يتحول إلى بخار .. فما هي الحالة ستتحول النفس بعد غليانها.. هل يا تري ستتبخرهي أيضاً..؟!

الثلاثاء، 19 مارس 2013

مخلوقات غريبة عجيبة


كاذب هو كل من قال إن المرأة تفهم المرأة !!! ، أنا شخصياً لا أفهم عالم النساء فبالكاد أفهمني ، فعالم النساء عالم غريب عجيب مليئ بالأسرار يلفه الكثيرمن الغموض .. هذا ماكان يجول في بالي متأثرة بكتب وأفكاررائد حركة تحرير المرأة قاسم أمين التي صرت ألتهم قرأتها مؤخراً ، عندما كنت أفكر ما الذي سأرتديه في زفاف إبنة عمي الذي سأذهب إليه مرغمة تحت تهديدات أمي التي حلفت (والله ماني ماشية حتي أنا لو انت مش ماشية 
:|  ) ، وتوجيهات أختي الكبري علي أن عدم ذهابي ( مايجيش وعيب :| ) . في النهاية رضخت لرغباتهم متحججة لنفسي أن كلامهم صحيحاً متسائلة وماهو الشئ المهم الذي سأقوم به إن بقيت في المنزل ؟؟ سرت بتكاسل نحو الدولاب هبت عليّ أشباح الملابس !شبح الفستان البرتقالي المزهر يناديني أنا أجملهم وأفخمهم إرتديني أنا ، و شبح الفستان الأحمر فكان يخاطبني أنا أبسطهم وأنعمهم وأكثرهم قوة في إظهار أنوثتك فأختاريني أنا ، أما شبح الفستان الأسود قال ماكراً إرتديني فأنا أعرف جيداً كيف أخفي عيوبك ودهونك المراكمة ثم إنني سيد الألوان ألا تعلمين ؟ 
ضحكت لما خيّل إليّ ، فدائماً كانت لي قناعة بأن للملابس شخصيات معبرة مثلنا ، منها مايوحي لك بأنه قميص ذو عقل وحكمة ، ومنها أنه فستان له شخصية جريئة ، ومنها مايدل بأنه بنطلون ذو شخصية حمقاء وبلهاء .

أخيراً وقع إختياري علي الفستان الأحمر بدا لي أنيقاً وجميلاً فهو يتماشي مع مزاجي في الوقت الحالي وكمالياته لا تحتاج إلي الكثير من الوقت والجهد .

وقفت أمام المرأة بعد ( تشويط شعري علي قول أخي بدر
:)) الذي تركته منسدلاً ووضعت اللمسات الخفيفة من المكياج ودندنت مريتي يا مريتي 


وجاءت الساعات المنشودة ، جميع النساء إرتدين ثيابًا منها الأنيقة ومنها المبالغ بها ومنها يا 
سااااااتر، منهن من تباهت بخصرها النحيل واختارت فستانا يظهره، ومنهن من اختارت الأسود ليخبئ الدهون المتراكمة واللحوم المترهلة.
 كانت الاجواء مملّة بداية الحفل حتي أنني فكرت بإخراج هاتفي وإكمالي قراءة رواية المقصلة لولا تسارع عقلي مخاطباً إياي هامساً
- إنني مازلت هنا لمنعك من أفعالك المجنونة .. أعقلي وتصرفي كالنساء من حولك أرسمي علي وجهك العابس إبتسامة صفراء كاذبة إنطقي بسؤال عابرلا قيمة له عن الحال والأحوال تفوهي بكلمات مجاملة 
-  أوووف حسناً حسناً  لك ماتريد .


الاثنين، 18 مارس 2013

النهارده فرحي يا جدعان


منذ فترة كتبت تعليقا عابرا بموقع goodreads نتج عنه رسالة جاءتني علي صفحتي بالفيس بوك 


سلام آمنة..

اول شيء شكراً لقبولك لي عضوة في مجموعتك الجديدة التي علمت بشأنها من موقع goodreads.. علمت ان سبب انشاء المجموعة له علاقة بكونك تتمنين نادي كتب تلتقي فيه مع محبيي القراءة لتناقشي كتاب جديد كل اسبوع مثلاً في ليبيا و لهذا فوراً راسلتك لأنني اريد ان اخبرك بأمر نادي القراءة الذي يلتقي اسبوعياً في طرابلس

اعلم انهم يلتقون كل سبت لمناقشة كتاب و لكنني لم احضر اي من لقاءاتهم الى الان رغم انني اتمنى مشاركتهم في المستقبل.كذلك اردت ان اخبرك انني قرأت ما كتبتيه عن رواية أحلام مستغانمي الجديدة و اعجبني اسلوبك و شغفك.. و زادت من عزمي على افادتك عبر اعلامك بالنادي.

اتمنى لك يوماً\مساءاً نيّراً.

                   **************

وأخيراً أمنيتي الصغيرة تحقـــــــــــــقت .
تمّ قبول إنضمامي إلي النادي .




بادئ الأمر كانت مجرد أمنية صغيرة لم أتوقع أن تكون أكبر من ذلك ، لم يخطر ببالي أن نفسي التائهة التي طالما بحثت عنها فترة 25 عاما أن أجدها هناك ، وذاتي الخجولة الحائرة ستكون جريئة وشجاعة وواثقة بعد ذلك .

قد يراه البعض منكم أنه أمراً في غاية التفاهة_ كـ عائلتي وصديقاتي _ فقد كان تركيزهم أكثر علي الدراسة والتخرج والوظيفة والطبخ والنفخ والتنظيف والزواج فقط ، ومايأتي من غير ذلك فقد كان أمرا زيادته كـ نقصانه _ أما أنا فكنت واثقة أن هذا الأمر ليس بطبيعي عني وأنه ليس بالأمر الذي أريده .

لكنني كنت علي يقين وإيمان أكثر .. بأّنّه طالما كانت لدينا الرغبةُ و الإرادة .. فالسعيُ وراء الأماني سـ يغدو أسهلَ بـ كثير بإذن اللهِ


عزيزتي فرح لك كل الشكر برسالتك تلك .
سعيدة جدا بإنضمامي إليكم لطالما تمنيت أن يكون لي أصدقاء مثلكم .

مُمتنّةٌ للهِ كثيراً ..
شكراً أصدقائي .. لفسح مساحة لي بينكم شكرا لأنكم رحبتم بوجودي معكم
شكرا لانكم أسعدتموني .. و أدخلتوا البهجة لقلبي الصغيرِ .
لأنكم شجّعتموني .. و ألهمتموني ..
شكراً لأنكم ستتحمّلون ثرثرتي المُزعجة كثيراً .. وحالاتِ مزاجي المُتقلّبة .. و أوقاتِ حُزني الكئيبة
يكفي أنّكم أنتم .. وجودُكم هو مصدرُ بهجتي و سعادتي ..
شكراً كثيراً 



الاثنين، 4 مارس 2013

الحديث عن الفقد


دائما ، كنت أتمني وكثيراً لو أموت قبل أن أفقد أيّ أحد .. قبل أن أفقد أحداً في الحياة وأراهُ بعيداً عني، لا أستطيع الوصول إليه ولا الحديث معه .. أخشى الفقد كثيراً، ترعبني لحظة تخيل فقد أحد من أفراد عائلتي أو أصدقائي (أطال الله في عمرهم جميعاً) .

*************************

منذ أسابيع مضت كان قد قرروا أخوالي بيع منزل جدتي وجدي (رحمهم الله) ، أتذكر تضايق أمي الشديد رغم محاولة إخفاءها للأمر ، الا ان ذلك كان واضحا جدا في ملامح وجهها ونبرة صوتها عند الحديث في الموضوع ، فهي التي آلمها الأمر كثيراً ، تري في ذلك بيع لذكريات الطفولة ورائحة عطر جدتي التي تعم المنزل وصوت جدي الذي لايزال صداه حتي بعد وفاته .

*************************

أمي التي قررت عدم الذهاب إلي المنزل ورأيته بعد إجراء الصيانة له ، كانت تود الإحتفاظ به في ذاكرتها بصورته المعتادة ، ألوان جدرانه وأثاثه الذي قلّما تغير مكانه أو تجديده ، التحف القليلة الي حفظنا مكانها عن ظهر قلب دون أن نلمسها خوفا من كسرها لغُلوّي ثمنها . شُجيراته التي كانت تعتني بها جدتي كثيراً كأطفالها وأجبرتنا علي الإعتناء بها أيضاً ، زواياه وكل تفصيل صغير من مساحته المتواضعة المرتبة جيداً.

*************************

برغم المرض الذي شلّ حركتها ولسانها 8 سنوات قبل وفاتها ، إلا أنني أذكرها جيداً سواد عينيها وشعرها الأحمر الطويل التي كانت تعتني به كثيراّ .

جدتي التي كان الجميع يحسب لها ألف حساب لقوة شخصيتها وحكمتها ورجاحة عقلها ورأيها ، كلماتها الحكيمة وأسلوبها المقنع ، فهي التي لم تتعلم القرأة والكتابة لكنها كانت ذكية جدا ، عاشت في بيئة بدوية علمتها الصبر والاخلاق والدين .

لي جدتي كل شي له قواعده وقوانينه والويل لمن يخترقها ، إستقاظها في الصباح الباكر جداّ رغم السبعين عاما التي تحملها تدب الحياة في أرجاء المنزل بحركتها التي لا تهدأ الإ بحلول الظلام ، بساطتها التي تحطيها بدءاً بالكانون وبراد الشاي والزميطة والحلوة التي لاتخلو من دولابها تُشعرك بالأمان والطمأنينة .

لأكن صادقة لم أكن أحب المبيت لديها ، بسبب قواعدها الصارمة إلا انني كثيرا وكثيرا ما أفعل ، برغم ذلك فقد كانت تحمل الطيبة في قلبها وحبها لي أحفادها ، أذكر إلتفافنا حولها في ليالي الشتاء لي تروي لنا الحكايات لا يهم كم من المرّات كانت تحكيها .. فقط كنا نبتسم ونضحك في نفس الجزء المضحك من القصة .. في كل مرّة، كانت تحب ذلك .. كانت تستمتع وهي تحكي لنا عن ماضيها وأيامها القديمة وبساطة حياتهم وإختلافها عن الحياة الآن ، أذكر صوتها وهي تُملي علينا نصائحها ومواعظها وتحذرنا عمّا قد يواجهنا من مصاعب في الحياة .

*************************

بعد إلحاح خالي عبد الحكيم علي أمي للذهاب إلي المنزل ورأيته بعد الصيانة وتغيير شكله وهم أيضا يريدون أن يفرغوا أثاثه قبل بيعه . تذهب أمي كل صباح خالية من كل شئ لتعود مساءا وهي محمّلة بالذكريات مثقلة بالحنين والإشتياق .
تعود للمنزل وفي جعبتها الكثير من القصص والحكايات والمواقف التي تتذكرها بصمت هناك وترويها لنا عند عودتها ليلاً .
تذهب أمي لتفرغ البيت من أثاثه لتقوم بتنظيفه وترتيبه وهي لا تدري أنها في ذات الوقت أيضا تقوم بنكث ذاكرتها وتعيد ترتيب ذكرياتها .

*************************

حديثي عنها الآن هو أن اليوم 4-3 يُعلن عن مرور سنة لوفاتها (رحمها الله) .

 اللهم اغفر لجدتي, و ارحمها ، و عافها ، و اعف عنها ، و أكرم نزلها ، و وسع مدخلها ، و اغسلها بالماء و الثلج و البرد ، و نقها من الذنوب و الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، و أبدلها داراً خيراً من دارها ، و أدخلها الجنة ، و أعذها من عذاب القبر و من عذاب النار ، اللهم اغفر لها ، و ارفع درجتها في المهديين ، و اخلفها في عقبها في الغابرين ، وا غفر لنا ولها يا رب العالمين.


الأحد، 3 مارس 2013

وأصبحتُ ربع قرن



تك تك تك تك


الساعةُ الآن تقتربُ من الثانية عشرة لتُعلِن بداية يومٍ جديدٍ ستشرق شمسه بعد ساعات .. يوم وُلِدتُ فيهِ قبل خمسة وعشرون عاماً


جميل أن تشعر بأن يوم ميلادك يوم مميز أو قد أقول أنهما يومان هههههه


ولدت يوم الثلاثاء 3-3-1987 وتم إكتتابي في شهادة الميلاد يوم 4-3-1987 لذا دائما ما أقول أن عيد ميلادي يومان.



تك تك تك تك


الساعةُ تستعجِلُني الآن فهي تشير إلي  PM 11:59


أنت بالخامسة والعشرين الآن ، مالذي ستفعلينه وأنت تستعدين دقائقك الأولي لها؟


أمممم ، أعلم أني لم أعد صغيرة بعد اليوم ” الكبر شين يا ساعتي “


مارس ، شهر جميل .. بدايته أجمل الأيام لديّ .. آمل فقط أن ينتهي بخير .. هذا كل ما أتمناه الآن


تك تك تك تك


الساعةُ الآن AM  12:01


وأصبحتُ ربع قرن!


*********************


25 ليس رقما مميزاً بقدرِما أنا أحبه .. فلستُ من عشاق الأرقام الفردية
لكنه يبدو مميّزاً الآن .. رُغم أنّه رقمٌ لا أكثر أقوله عندما يسألني أحد ما عن عمري
الآن وأنا إبنة 25 عاماً مضت ، مضت وهي لاتحمل معها إنجازات لأفخرَ بها ..
لكنها مضت وهي تحمل أياماً و أعواماً جميلة .. سأظلّ أتذكرها وأذكُرُها ما حييت
أستطيعُ أن أقول بأنّي تغيّرت .. تغيّر شيءٌ ما .. أشعُر بأنّي فعلاً كبرت .. نضجت .. عاماً بل و أكثر !
مازلت أتصرّفُ بجِنونٍ أحيانا كثيرة .. و أتحدّثُ بسرعةٍ وحماسٍ يغلِبُني كالأطفالِ أحيانا أكثر .
و كثيراً ودوما أكونُ كـالعجوز
لكني خلال عامي هذا .. تعرّفتُ عليّ ..على أشياء لم تكن فيّ ..أشياء لم أعرِفها أبدا من قبلُ ..
اليوم ..هو يومي لأُجدّد الأماني..لأزرع أحلامي الصغيرة ..فأحصُدها إنجازات كبيرة محققة في العام المُقبل إن شاء ربي


*********************




منّي إليّ ....

متي ستعلمين أن الحياة لا تتوقف أبداً يا صديقتي .. لا تتوقف لأحد .. ولا تتمهّل لحظة واحدة لحزن أوفقد أحد .. هي تسيروتسير ... دون أن تلتفت للخلف .. لن أردد عليك كلماتهم السخيفة لا تحزني، لا تبكي .. بل افعلي كل ما تريدين .. ربما أنصحك بأن تصرخي ، لكن عليك أن لا تتوقعي شيئا .. أبداً. عليك أن تعلمي أنه لن يبكي معكِ أحد .. لن يقلق من أجلكِ أحد .. ولن يربّت على كتفك أحد ويسألك ما الأمر؟ لن يحدث أيّ من هذا يا صديقتي
منذ فترة، وأنا أخبرك ألّا تربطي سعادتك بأحد .. ألّا يكون محورحياتك حول شخص واحد .. وكأنه كل شيء .. تعلمتي أشياء كثيرة .. فحاولي أن تكبري فعلاً ! فكري بواقعية أكثر ولا تنسي كيف تحلمي أو تتخيلي
يا صديقتي، أعلمُ كم هو صعبٌ أن تنسى، لكن حاولي أن تتناسى، تغاضي قليلاً. لاتكوني ساذجة كما يظنّون، أعلم بأنكِ لم ولن تتجاوزي الأمر بهذه السهولة، لكن يجب أن تتعايشي معه، شئتِ أم أبيتِ .. لتعيشي.
قد تبدو الحياة صعبة ، وقد تكون بائسة أحياناً ولا تُطاق أحيانا كثيرة .. قد نسأم منها ونيأس .. لكنها ليست بهذا السوء أبداً . كوني كبيرة وفكري مثل الكبار .. تصرّفي بعقلانية وتهوّري مثل الصغار، تصرفي كالكبار في الأوقات التي يجب أن تكون بها على قدرٍ من الجد والمسؤولية لكن لاتفقدي بداخلك تلك الطفلة التي تخبئ أحلامها ، عيشي.. وألعبي وأخلقي من البؤسِ فرحاً، وأبتسمي .



كوني بخير .. أراكِ بعد خمسة وعشرون عاما أخري ... إذن الله .