الجمعة، 1 فبراير 2013

حقيبة الظلام







الساعة الثانية صباحاً ، منذ فترة ليست بقريبة أعتدت أن يبتعد عنّي النوم ليتركني مع ظلام الليل وحديّ ، كم من مرة وددّت أن أسأله : أيّها الظلام لما أنت بهذا اللؤم دوماً ؟ تأتي بتلك الهيبة وفي يدك حقيبتك تعبث مابداخلها أحلامنا،أحزاننا،ألالآمنا، ذكرياتنا، حنينا،أشواقنا، تبعثرها حولنا وكل أشيائنا التي حاولنا كثيراً الإبتعاد عنها .

هذا الظلام الذي اعتاد أن يزورني وحقيبته التي لم يحدث أن نسِيها ليلاً ، يضعها علي الطاولة ، يسحب كرسياً ليجلس، يشعل سيجارته،لايستجيب لأسئلتي ومحاولاتي للحصول علي أجوبة، لم أنت بهذه الأنانية ؟ لم أنت بهذا اللؤم ؟ إنني أحاول أن أتناسي ؟ لم لاتتركني أتجاوز الأمر؟ لم لا تجيبني ؟ هل أنت أبكم ؟ أم أنك أصم ؟ لايعيرني إهتماماً سوي النظر إليّ بإبتسامة ماكرة كلما أخرج شيئاً من حقيبته ورميه لي ّ.
أجدُني أقاوم في محاولة جادة لمخاطبته، لم أنت سيئ لهذه الدرجة ؟ ماالذي يدفعك لتكون هكذا ؟ أهي العتمة التي تحيطك وتسكنك ؟ ألهذا السبب الحزن دائماً مرتبطاً بالعتمة ؟ باللون الأسود ؟ هل لأنه يشبهك ؟
يبدو أنني هذه الليلة أغضبته !! لم أفعل ما أعتاد مني فعله كل ليلة ما إن أراه وحقيبته حتي أستسلم وألعب معه لعبته .
هذه الليلة أخذ الحقيبة وأفرغ كل ما بداخلها بكل قسوة دفعة واحدة دون رحمة أو شفقة .

تركني وأشيائي الكثيفة الثقيلة جداً التي أمتصت مقاومتي وجعلتني أستسلم في نهاية الأمر .
أطفأ سيجارته .
وقبل أن يغلق الباب خلفه تقدم نحويّ وهمس في أذنيّ ... لنا لقاء ليلة الغد 
                                 
                                        ورحــــــل 






ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق