السبت، 9 فبراير 2013

ثقافة الشعب مع الواسطة





هل كرهنا وتذمرنا من الواسطة لأنها مخالفة للعدالة الاجتماعية أم لأننا لم نستطع الانتفاع منها؟!!
لو أتتنا فرصة الإنتفاع منها هل كنا سننظر لأنفسنا بتلك النظرة ذاتها التي سننظر بها للآخرين الذين انتفعوا منها؟!!
من الذى أجزم أن الواسطة هي المحرك الأساسي داخل مؤسساتنا .. هل هم المسئولون أم المواطنون ؟!!
كيف تتوقف الواسطة في مجتمعاتنا؟ بالأخلاق ؟؟ أم بالدين؟؟
الواسطة لدينا ليست مرتبطة بالدين وإنما هي إثم (إجتماعى _ إداري ) توبته عدمها وسقوط هذا الإثم عند الانتفاع بها !
أى أنها لا تعتبر إثمًا إلا عند حرمان الشخص منها فإذا أتته فرصة الإنتفاع منها أنتهزها وأعتبرها نعمة من الله تستحق الحمد والشكر!
فهي معصية أو مكروه أو مباح أومستحب ، كل حسب إنتفاعه منها هذا من ناحية الميزان الديني ، أما الميزان الاجتماعى فهي تدخل من ضمن باب تبادل المنافع (الأخذ والعطاء ) وأعتبروا أنفسهم أهل البر والإحسان ، فتطمئن نفوسهم ويشعرون برضوان الله عليهم !

كثيرة هي الحلقات الفارغة حول الواسطة ..


الحلقة المفرغة الأولي _ هل تقصير الدولة هى من تدفع مواطنيها باللجوء بالطرق الشرعية وغيرالشرعية ؟؟ أم أنه على المواطنين أن يلتزموا بالقناعة وتطبيق القوانين والإجراءات _ شرط تحقق العدالة؟؟

الحلقة المفرغة الثانية _ هل علي الدولة أن تطبق العدالة أم المواطن هو من يجب عليه أن يلتزم بالطرق الشرعية؟ لو بدأنا بالأول لقالت الدولة كيف أطبق العدالة والجميع ينتهكها ولو بدأنا بالثانية لقال المواطنون كيف نلتزم بالقواعد وهناك من يخرقها !


الحلقة المفرغة الثالثة _ هل يتوقف صاحب الامتياز عن منح إمتيازاته ؟؟ أم يتوقف المواطن العادي عن السعي وراء صاحب الإمتياز ؟؟


لم تنجح الثورة – حتى هذه اللحظة – النجاح الذي كنا أملين منه ،، فلم يكن الإنفلات الأمني والإعتصامات وسرقة الأموال والسيارات والمنازل وحوادث الاختطاف وغيرها هو تأخر نجاح الثورة ، والسبب برأيي هو بعض القناعات الثقافية الاجتماعية المتعفنة والتى لم تستطع الثورة تنظيفها أو حتي الإقتراب منها ، ومن بينهم الواسطة .

لمعرفة نظرة المجتمع للواسطة ؟؟ إسأل الناس ما قولهم فى رجل منع أن يتحصل إبنه علي وظيفة جيدة بالواسطة ؟!! إذا وجدت أحدا أجابك بغير أن الرجل غبي وأحمق ولعنة الله عليه ضيّع مستقبل إبنه .. فاتصل بمستشفي المجانين 

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق