الأحد، 27 يناير 2013

صحبة الإنتظار


ولا تتعجل فإن أقبلت بعد موعدها 
فأنتظرْها ..
وإن أقبلت قبل موعدها 
فأنتظرْها .. 
                         (محمود درويش)



قائمة الإنتظارمليئة يا صديقي .


كثيرة هي الأشياء التي ننتظر حدوثها ، ننتظرالأيام أن تأتِ وتُعيدَ إلينا ماغابَ معها ؛ هكذا هي الحياة تعيشها وأنت في صحبة مع الإنتظار تشعر بالألفة أحيانا وبالضجر أحيانا أخري ، تحتسي معه القهوة وتجلس مع أمالك علي ذلك الكرسي الذي جلس عليه قبلك الكثيرون والكثيرون ، وأنت غير مبالي بأصواتِ الذين غادروا قبل وصول القطار الذي ينتظرونه ، فقتلوا أملهم ورحلوا وهم الآن يشيرون إليك يهمسون ويضحكون ويسخرون ، يمرون أمامك فيقولون لك عد أدراجك فلا قطار يمر من هنا ، القطاراتُ في هذه المحطة لم يسبق لها أن أتت لأصحابها الذين ينتظرونها .

فحياتنا دون وصاية أونصح من أحد ماهي إلا محطّة انتظار كما هي محطّة للعبور- لن نعيش فيها بقدر ما نحنُ في حالة انتظار دائم لكل شيء .. ننتظر الغد ومايحمل في جعبته برغم يقيننا بأنه آت وماضي لنعود علي نفس الكرسي وإنتظار مابعده ، حتما مثلك يا صديقي سأغادر وأنت أيها القارئ ستغادر ربما أغادر قبلك وربما تسبقني ، لكنك الآن تجلس بجانبي على نفس الكرسيّ الذي تحدثت عنه ، ألْتفتُ إليك أسأل كم الوقت ؟؟.. تُجيب لا تقلقي .. فلدينا العمر بأكمله .



الجمعة، 25 يناير 2013

صاد دال ياء قاف

ص د ي ق 

ص  :-
 صدق ، صدفة ، صبّار ، صعوبة ، صَدْ ، صلح ، صعود ، صفاء ، صِراع ، صبر ، صمت ، صِدام ، صيام ، صمود ، صُداع .

د :-
دهاء ، دفء ، دُوار، درب ، دوماً ، دمار، دقة ، دليل ، دمعة ، دفن ، دعاء ، دماء ، دوامة ، دلع . 

ي :-
 يعطي ، يهطل ، يصْدُم ، يريد ، ينزل ، يسقط ، ينتهي ، يصل ، يصطدم ، يعود ، يهدي ، يصعد ، يثمر ، يصمت ، يؤلم ، يُصلح .

ق :-
قناعة ، قدرة ، قذر ، قمة ، قتل ، قرار ، قوة ، قبر ، قنبلة ، قرف ، قشطة ، قفص ، قشعريرة ، قيد ، قهر ، قلق ، قدرة ، قيادة .

ولك أن تختار من بين الكلمات .


الخميس، 24 يناير 2013

مــوعـــــــــد


كانت صدفة غريبة قادتني الي رسائلك ، ذلك النوع من الصدف المتوقع لمكان مهيئ للصدف ،، صدفة تأتي لتوقظ الألم بالتذكر مدعية انه بغير قصد .

كنت قد قررت أن أنظف جهاز الكمبيوتر لكثرة الملفات فيه ، ملفات غير مهمة أمر بها كل يوم ولم أفتحها منذ مدة .

ذلك المساء وجدت رسائلك أمامي هبت فجأة في وجهي عنوانها اسمك وبجانبها صورتك ، مررت بها بنقرة على الكيبورد لكني لم أفتحها كانت فكرة فتحها مفزعة  بالنسبة لي كأني  لو نقرت عليها ستظهر أنت أمامي ، 
حتي أنني فكرت ماذا سأقول ؟؟ عن ماذا سأتكلم ؟؟ هل أعاتبك أم أنني سأرتمي في حضنك وأخبرك كم أنني مثقلة بالشوق إليك ؟؟  ماذا عساني أفعل في تلك اللحظة ؟؟ تركت كل شيئ أغلقت اللاب توب وكأني أغلق بابا خلفي وأتركك في الغرفة ورائي لأني لا أستطيع التحدث اليك ولا مواجهتك ولا حتى النظر في وجهك .

أهملت الصدفة ,, لكن التخطيط قادني الى فتحها ليلا ، ربما ذلك هو القدر كان ينتظرني في ساعة أخري يومها ، تماسكت قليلا الإ أن تماسكي خذلني هرعت للغرفة المجاورة وأشجعت بالبكاء ؛ البكاء بالنسبة لي  كالصلاة 
أمر بينك وبين الله لا يصلح أن تشارك فيه أحدا ويحتاج الى خلوة وخشوع .

لا أدري كم مضي من الوقت ساعاتان أو ثلاث ساعات لكنني في النهاية عدتُ الى حيث تركتك جالسا في اللاب توب فتحت رسائلك أحاديتنا الطويلة منها والقصيرة اطّلعت عليها كأني اكتشفها للمرة الأولى وكأني أتعرف عليك للمرة الاولى ، حين كنت اخجل حتى من نطق اسمك .

وجوه كثيرة لك اجدها امامي اجد الطفل والرومانسي والمندفع والوقح والرجل الشرقي احيانا والرجل الغربي احيانا اخرى ، أحيانا تكتب وكأنك تتقمص سلطة الاب في كلمات قصيرة مثل افعلي كذا ولاتفعلي هذا ، تلك الأحاديث التي تخبرني فيها كم "نحبك أمون" والأخري التي كتبت لي بها "حطي في بالك أمون علي قد ماتحبيني أعرفي إني نحبك أكثر" مررت علي ذلك اليوم الذي سهرنا سوياً حتي الخامسة صباحا وكنا نختار فستان الزفاف والشقة معاً ، وقفت عند تلك الكلمات التي ماكانت كثيرا تشعرني أنني طفلتك المدللة "انموت فيك يا بنوتة " .

ابتسمت لذلك الحديث عندما صرّحت فيه بأنك غيور جدا عليّ وكلمات أخري ما إن أقرأها حتي يحمر وجهي، يعتصرني قلبي حين اصل الى جملتك " مشتاق " فتحت كل الأحاديث واحدة تلوي الأخري ،أمضيت يومي في الغرفة وانا افعل ، كنت أبحث عنك في كل كلمة ،عطرك الذي زلت أشتم رائحته ، إبتسامتك التي تبعت بيا الروح ؛ ولكونها رسائل الكترونية كان بحثي عنك سرابا ، توقفت عند كلماتنا الخاصة بنا " النازعات والجنان" أدمعت من فرط الضحك علينا .

أصابتني حالة لا أستطيع تفسيرها عند هذه الأسطر " انحس ان حبي ليك زاد تعرفي امون نتمنى اني نقدر اندخلك لقلبي حتلقي استقبال مش عادي كانك اميرة في يوم زواجها الكل فرحان بيها
بمعني انك الحاجة اللي كانوا يستنوا فيها و اخيرا جت" 
تحولت من اللاب توب الى هاتفي النقال ,, التهمت رسائلك الاس ام اس التي لا ازال احتفظ بها أول رسالة أسرعت إليها تلك التي بحت فيها أول مرة بحبك لي ّ "انحبك يا أروع أمون في الدنيا" عشت شعورها فرحها وتفاصيلها وكأنك الآن أرسلتها " صباح الخير حبيبتي " "I will sleep hony,Good night" " أنا في شقتنا مع أماليا "وأخري تخبرني فيها أنك مشغول الآن  بكيت جدا عندما وصلت الي " مبروك حبيبتي " تذكرت حديثنا الطويل علي الهاتف ذلك اليوم عندما أخبرتني أنك في قمة السعادة يوم أنتهت " الفضانية علي خير " 
كنت أمارس تمريني اليومية علني أصل في النهاية إلي النسيان ووجدت نفسي وسط تلك الرسائل التي فتحتها يومها.. تفاصيل صغيرة حنان وغضب، لقاء وحب وعراك ، دعوات من القلب "الله لايحرمني منك " ربي يخلينا لي بعض " شن بصبرنا لي شهر 12"  لحظات شجاعة ولحظات جبن لحظات عشق طويلة.. كلها مدونة في رسائل تعيد ولادتي من جديد .

قصتنا كلها مكتوبة في تلك الرسائل ، رسائل طويلة وقصيرة ، أذهلني التذكر واذهلني التوثيق للتذكر، بالاحتفاظ قصدا مع سبق الاصرار بكل تلك التفاصيل التي تصنع قصة .

بركان من التذكر وسط الوجع والألآم ،حِمم من التفاصيل تنفجر مرة واحدة .
هو الحنين الذي يوقد ذاكرتي ويجعلها مستيقظة على الدوام ، ربما هو الحنين الذي يجعلنا أوفياء للأموات ، أما أنا وفية لرجل غائب ، وتلك الحقيقة صدمتني من نفسي ،جعلتني أدرك أنني أتقبل الموت أفضل من تقبلي للغياب ، في الموت على الأقل هناك عزاء وقبر وضريح نبكي كلما زرناه ، لكن الغياب يجعل من حياتنا قبرا لنا .

 كتبت لك ذلك في مكان ما في رسالة لم تصلك لأني لم أبعثها اليك ,, أمضيت ليلة كاملة وانا أكتبها وفي النهاية لم أرسلها ، فأسميتها رسالة مِني إليَ .

كلما أخذني الحنين اليك جهزت نفسي لي موعد معك من خلال رسائلك وكتاباتك وأشيائك الإلكترونية .

الثلاثاء، 22 يناير 2013

حتوتة للمؤتمر الوطني قبل النوم





كان يا ما كان فى قريب الزمان   .. في الغابة كان فيه ثيران 
200 ثور شكلهم حلو وألوان ألوان .. رئيسهم الذيب ومساعدو الثعبان 
اتمردوالثيران بعد ماكانو عايشين في أمان ..وهما يتعاركوا مين اللي حينتصر وح يبان
ذبحوا أولهم بعد ما نام  .. وحبسوا الثالث لحد مامات 
وأكلوا العاشر .. وأغتالو 30 ... وسمموا 100 لأنه كان جعان .. 
وفي الأخر بقي واحد من الثيران .. رح لينام لأن يا حرام كان تعبان
صحي بعد ماصار من النوم شبعان .. إتخض لما لقي علي جسمه أثر عضة الثعبان
بكي بعد ما أفتكر صحابوا الثيران .. والذيب قداموا واقف بيضحك وهو شمتان
وهو بيصرخ وبيعيط ضاعت بلدى وضاع الأمان .. لأنى كنت غبي وخاين لبلدي وجبان




الخميس، 17 يناير 2013

وطنيّون .. وطنيّون


ماذا يجري جنون ؟ سؤال اعتدت عليه كلما دخلت إلى حسابي الفيسبوكيّ.
 مممممم لحظة لأتصفح وجهك وأتفقد الإشعارات بعدها أخبرك ماذا يجري ؟؟ وماذا أشعر؟؟ .. آه 17-1-2013 قد أتتني دعوة مظاهرة من أجل تحسين مستوى المعيشة ورفع المرتبات وألغاء الضرائب و فتح باب القروض و ألغاء الفوائد الربويه على القروض وتخفيض سعر العملة وتقوية الدينار الليبي عليَّ الآن أن أقبل الدعوة وأضغط سأحضر (حتي وإن كنت لن أحضر) وحبذا لو أقوم بتغيير صورة البروفايل وأجعلها مايتناسب مع المظاهرة ثم  أقوم بالمشاركة  وأبدأ التعليق هنا وهناك .. 


                         كـــــــــم أنـــــــا وطنيــــــــــة

لو أنني كنتُ مارك زوكربيرغ وبعد تحول الفيس بوك من موقع إجتماعي للتواصل إلي موقع سياسي وإعلامي لقمتُ بتغييرهذا السؤال الإعتيادي  لأسأل ؟!
هل تظنّ انَّكَ حُر ؟ عدا عن  أنَّك تستطيع النوم متي شعرت بالنعاس ، وتناولك الطعام إن جُعت ولبست جوربك متي شعرت بالبرد .. دعك من الكثير وفكر ماستكون إجابتك لو كان السؤال هل تشعر بكرامتك  بإنسانيتك وشموخك ؟
للأسف .. بات قياس إنتماءنا ووطنيتنا في كم ضغطنا الزر الأيسر لماوس أجهزتنا  لحضور المظاهرات والإعتصامات ؟؟ وكم من أعجبني  لصفحات الأخبار؟؟ وكم من مشاركة  لصورة شهيد ؟؟  مع تغييرمقولاتنا وشعاراتنا وصورنا الإفتراضية في عوالمنا الإفتراضية

وفقط .. !



الأربعاء، 16 يناير 2013

دمعة لاتجف

دائما ماتخوننــــي .. تلك الدمعة 
 تذرف دون إذن قلبي وعقلي .. تمر بين شراييني لتعلن استقلاليتها عني ..
دمعة واحدة تكفي ..
لتبوح بكل شئ .. وتفضح سري ..
مهما حاولت كتمها تنساب رغما عن إرادتي
مهما حبستها ..تتحداني
مهما جففتها ..لاتنتهي
مهما توسلتها .. تخرج عن طاعتي .

السعادة واللحظة الراهنة

الحديث عن السعادة دائماً مايتم إرتباطه ب“ العيش في الحاضر” ، فيقولون لك دع الماضي وعذابه ، والمستقبل وما يخبئ لك ، وعش لحظتك الراهنة وأستمتع بوقتك الحاضرلكي تعيش حياتك السعيدة ؛ كلام جميل مفعمل بالأمل يتخلله التفاؤل والرغبة في الحياة ... لكن كل هذا مجرد هراء.

لا يوجد شيء حقيقي يسمى “ اللحظة الراهنة ” بل نحن رهائن لماضينا ومستقبلنا.
لا توجد لحظة راهنة لأننا مكبلون بأغلال مامضي وماسيأتي ،عاشقون للبدايات والنهايات ... فنسأل ماذا أحببت بي عندما رأيتني في المرة الأولي ؟ وهل ستتزوجني؟ فلا معنى لأي لحظة راهنة.

لا معنى للحظة الراهنة .. وأنت تتنظر تخرجك، نتيجة اختباراتك، موعد المقابلة الشخصية للوظيفة الجديدة، موعدك في السفارة لإصدار فيزا، موعد والدتك في المستشفى، موعد مباراة اليوفنتوس ، موعد ولادة طفلك ، موعد حصولك على رخصة القيادة ، موعد موت مديرك، ونتائج الاستفتاء على دستور بلدك.

لا معنى للحظة الراهنة .. وأنت تنتظر راتبك أخر الشهر، و متي يحين دورك في عيادة الأسنان ، بداية برنامجك المفضل ، دخول شخص ما علي الماسنجر ، إنتهاء دوام وظيفتك ، خروج من يشغل الحمام .

كيف يمكن أن نعيش في اللحظة الراهنة ونحن نرى حياتنا بكل هذا التعقيد والتشابك .

حين يخبرك شخص بأن مفتاح السعادة هو أن تعيش في اللحظة الراهنة .. خذه واتركه وسط الصحراء وقل له : عش لحظتك الراهنة.

وارجع إلي هنا وأحسب مع محمود درويش كم من الوقت ؟



الأحد، 13 يناير 2013

صديقي الشهيد


صديقي الشهيد ،،


عشرة أيام أوأكثر فصلت بين السطر الأول وهذا السطر .. ما إن كتبت صديقي الشهيد حتى تفاجأت بهروب الكلمات والحروف لأقف وحدي أمامك ، مشهد لا تريد الحروف أن تشاهده ، فكم هي الحروف صغيرة وجبانة تهرب حين لا تستطيع إيصال المعنى الحقيقي ، فيبقى المعنى وحيدا عاريا يلفه الهدوء والسكون ؛ فهل أحدثك بلغة الصمت يا صديقي؟



صديقي الشهيد هل سجنوك ؟؟  فماذا يعني السجن ؟؟ إنه مجرد غرفة عزلوك بها مع نفسك .. كم أعاني ياصديقي  لعدم قدرتي علي العزلة والإختلاء مع نفسي في هذا العالم المزدحم ، حتى في أوقات السكون تجبرنا الذات على التفكير قبل الانتهاء من العزلة عن ماذا سيكون بعدها ؟؟ فالذات يا صديقي تهرب منا طول الوقت، لا تريد منا أن نستيقظ بوعينا كي نراها هي التي تقودنا ، ولكنك محظوظ لأنك أرغمتها على ترك القيادة ورأيتها خاضعة أمامك بكل وضوح ، فلا أعمال تشغلك ولا دنيا تلهيك .. هذا هو معنى أن تكون مسجوناً، نردد بأننا غير مسجونين وأننا نعيش أحراراً أليس كذلك ؟ كم نحن سخفاء ، نحن المقيدون بكل أصفاد الدنيا نسير ولسنا نحن من نقود.. كم نحن فعلا مساكين 

شتموك بالتأكيد ؟ ماذا يعني الشتم أصلا ؟ هو لا يتعدي أن يكون كلمة أو أكثر اتفق البشر على أن تكون فيها إهانة للطرف الآخر حتى لو كانت كلمة بلا معنى أو كانت من لغات أخرى لايفهمها الطرف الأخر،، نعلّم أطفالنا كلمات لنجنبهم شتمات الكبار، ففي عائلتي مثلا يظن أطفال أخواتي أن الشتم بكلمة (يا حصان) هي من أكبر كلمات الشتائم ، لأن الكبارعلي هكذا إتفقوا وهم صدقوا الحيلة .. فالشتم أنواع وأشكال ولكن كلها ليست إلا رغبات بشرية في الانتقام ونفوس مليئة بالخبث والحقد تسترت بستاراللغة ، هل تعلم يا صديقي أنهم حين يشتمونك لا يرون إلا عالمهم المليء بالقذارة والنجاسة ؟؟ فليشتموك .. ففي نهاية الأمرهم قاموا بإتساخ أرضهم وعالمهم بالقاذورات .. وأنت روحك تجلس في الغرفة تتأملك وتضحك بسخرية عليهم ولكن لايسمع ضحكاتها إلا أنت.. الآن هل عرفت كم تبدو اللغة سخيفة ؟

هاجموك إذن ؟ وماذا عساه قد يعني الهجوم ؟ فجسدك أصبح نحيلا أكثر مما ينبغي، جلدوك ؟؟ ماذا يعني أنهم جلدوك؟؟ ضربوك بالسوط على ظهرك ؟؟ المساكين بجهلهم لم يعلموا أنهم يجلدون سوى عدة بلايين من الخلايا في جسدك ، وأنت هناك تتلو أذكارك وآيات من القرآن وأن الألم أصبح لامعنى له بالنسبة إليك .. هل فهمت كم تبدو اللغة ضئيلة حين قالوا بأنهم جلدوك ؟ 

لا تخف يا صديقي ألم تسمع للمرحوم محمود درويش حين قال: (كسروك كـم كسروك كي يقفوا على ساقيك عرشا / وتقاسموك وأنكروك وخبأوك وأنشأوا ليديك جيشا / وأطلت حربك يا ابن أمي / ألف عام، ألف عام ، ألف عام في النهار / فأنكروك لأنهم لايعرفون سوى الخطابة والفرار / هم يسرقون الان جلدك / فاحذر ملامحهم وغمدك / كم كنت وحدك يا ابن أمي / يا ابن اكثر من أب / كم كنت وحدك ) .. حقا كم كنت وحدك ياصديقي .






صديقي الشهيد .. وصلت إلي هنا بأكثر من خمسمائة كلمة وما زلت أطوف بين الحروف تائهة حول المعنى الذي لم أبلغه بعد، وهل لنا فعلاً أن نبلغه؟ 

لست برسامة ولست بعازفة ولا أملك صوتاً جميلاً أغرد فيه بذكراك، كل ما أملكه هو ثمانية وعشرون حرفاً ويداً للكتابة ، برغم يقيني أن تفاهة الحروف البليدة ليس بمقدورها إيصال المعاني العظيمة .

( ليس لديّ صديق شهيد من قريب أومن بعيد .. ولكنني صادقت كل الشهداء.)
                                           
                                          رحمكم الله يا أصدقائي الشهداء




الخميس، 10 يناير 2013

أنا وأحلام سهرنا سوا

أحلام مستغانمي التي تحضر لعمل تتحدث فيه عن "رباعية الحب الأبدية" قسمت فيه الحب إلي أربعة فصول.
فقد إبتدأت بالنسيان وفي ( الأسود يليق بك ) تصف لوعة الفراق، ثم تُحضر للفصلين الأتيين الحب والشغف والغيرة ، فاللقاء والدهشة .
هي أختارت أن تبدأ فصولها بالعكس ربما لأن عادة النهايات تطغي علي البدايات فأرادتنا أن نعرف أن الحب أجمل من الفراق والنسيان .. وهو ما أحبت دائماً أن نتذكره.





أنهيت الرواية (الأسود يليق بك ) تواً للمرة الثالثة ومازلت عاجزة عن أخذ موقف صارم ومحدد تجاهها !!
أشعر وكأن أحلام تتلاعب بيّ !! " لا أدري لماذا يتسلل الى قلبي كره صغير تجاه الرجال بعد كل رواية اقرؤها لها " ثم يختفي ذلك الشعور.
لكن ما أستطيع أن تأكيده هوأنه بعد سنوات من الغياب عادت إلينا أحلام مستغانمي برواية عجزت أن أقتبس منها، فكلها تُقتبس حتى علامات الترقيم منهـا.
لم أستطع ان أختارمنها بعض الجمل والكلمات خوفاً من ظلم ما تبقى منها.
مشاعري متضاربة لاأعلم كيف أحللها عند إنهائي الرواية ..
أسلوب أحلام الذي أذهلني وجعلني اتساءل من أين تأتي بهذه الكلمات ؟ التي عصفت بي وجعلتني أقف حائرة ومذهولة أمام تلك الأسطر التي اقتلعتني من الحياة لمدة ماتقارب 7 ساعات وعلى مدى 3 أيام متواصلة ، أنام على حروفها وكلماتها التي سكنتني أم تراها سكنت بيّ .. لا أدري ؟؟
طلال ،، البطل الذي ظننت في البداية بأنني أحببته لأنه "جنتل مان" كما كان يرى نفسه، إلا أنني أحتقرته في النهاية .
فهو ((رجل الأرقام وملايين الدولارات)) نموذجاً مثالياً للرجل الشرقـي في تطرف ومزاجية مشاعره ،الرجل الذي عرف كل أنواع النساء فأصبح يبحث عن نوع جديد لم يجربه .. ليجد في ( هالة) ضالته
هـالة ،، (( إمرأة الأنغام و طاغية الأنوثـة )) أتاها الحب من حيث لا تدري، فهي التي فقدت والدها وأخيها ولكنها وجدت في طلال عزاء يُتمهـا وحُزنها " عادة ما تعشق الفتاة الرجل الذي تري فيه والدهـا ".. وهو ما زاد من انكسارها والألم الذي هشّم أحلامها وجعلها تداري جراح روحها بمفردها مدة خمسة أشهرمتتالية ، غير تلك التي قضتها في انتظار مكالماته ومواعيده المزاجية .
على قدر ما أذهلتني طريقته بالمفاجأة و عطائه الذي لا يتوقف ،علي قدر ما كان يؤلمني معهــا عندما كان يتصرف و كأنه يشتريها بأمواله ، ذاك المغرور المتعجرف الذي لم يعتد يوما أن يخسر شيئا .. خسرها لفرط ما أراد الاحتفاظ بها .. لفرط غروره لأنه تكبّرعلي الحب فأذله من حيث لا يدري.
أرادهــا أن تكون له وحده .. أن تترك الغناء .. أن تقطع علاقتها مع الجميع سواه .
لست أرى تصرفه هذا خوفا و غيرة عليها أو رغبة في حمايتها.. ما أراه أنه أراد تمزيق أوتارها الصوتية خوفا من أن تغرد لغيره .. كسرا لأجنحتهاا حتى لا تطير بعيدا عنه وكل ذلك كان بحجة الغيرة ..

كانت الرواية كما البحر يأخذني الموج تارة و ما أكاد أغرق حتي أعود لأتنفس من جديد في الصفحات التالية .. تعايشت مع الاحداث كما لو أنها أنا ..
كم من مرة شعرتُ بحرقة وغصة في قلبي مع كل إهانة تعرضت لها(هالة )، كم من مرة لعنت(الرجال) جميعهم عن بكرة أبيهم وأنا أرى ذاك الوغد يشتري قلبها بالهدايا والنقود ، كم من مرة بكيت وأنا اشعر بقلبها الذي أحب بصدق ذاك المعتوه المريض نفسيا الذي ظنّ انه بنقوده يستطيع أن يشتري الدنيا وماعليها.
بعد أن ظن طلال نفسه الأمير الذي منحها كل شي .. تبين له في النهاية أنها الأميرة ليعود هو الضفدع في مستنقعات الصدمة والخذلان ..
فهي "رقصة التانغـو" كما وصفها .. التي ثأرت منه لكل النساء اللواتي سبقنها و" لحنه المستحيـل " الذي لم يستطع العزف على أي آلة موسيقية منها.
أحببت النهاية بشماتة . 
توقعت بأن يرسل لها باقة التوليب كما العادة في حفلها الأخير .. غير أن المفاجأة كانت في خلعها للحداد لأول مرة ..
أخر 40 صفحة كانت هي الأروع . 
علمتني أحلام كعادتها درسا لا يُنسى، فبعد نسيان.com ,جاءتنا ب( الأسود يليق بك) ليكتمل الدرس.
فالحب ليس أن نهدر كرامتنا، ليس ان نكون نحن فقط من نضحي ونحن فقط من نعطي ، ليس ان نتنازل عن كبريائنا، ليس أن نتمسك بمن خذلنا وأن نعيش فقط مع وفي الماضي، ليس أن نبكي وحدتنا وعلى رماد من آلمنا وعلى اشلاء من تركونا ونحن في أمسّ الحاجة إليهم ، ليس أن نستمر بالحنين لم مضى وإنتظارعودة الذي لن يأتي يوما ..... الحب هو عكس كل ما ذكرت.... هو اليد التي تعطي، تمنح ، تحمي، تهتم، تعانق،تمسح الدموع ،تداعب بحنان.
أعجبتني الأعماق التي غاصت أحلام فيها ، في كل فرصة أتيحت لهـا وطريقتها في السرد والانتقال بين المعاني التي تنم عن وعيها وخبرتها وكيف لها أن تطرقت لموضوع السياسة والإسلاميي الإرهابيين الذين يظنون بأنهم يستطيعون تحقيق العدالة بقتل الناس عشوائياً
أحببت شخصية نجلاء كثيراً ونصائحها وخوف أم هالة ومحاولة حمايتها
تألمت لما حدث لوالد وأخ هالة وأدمعتٌ لما حصل لصديق أخ هالة .

لديَ الكثير والكثير من الكلام ،، ولكن تضيع الكلمات في حضرة أحلام .



سنفونية الدانوب الأزرق
                                            
بعض من زهرات التوليب التي قطفتها ووضعتها هنا 







النوتات التي أعجبتني 
* الحب لا يعلن عن نفسه، بل تشي به موسيقاه، شيء شبيه بالضربات الأولى في
   السمفونية الخامسة لموزار. ما الانبهار إلا انخطاف موسيقي

* لا أفقر من امرأة لا ذكريات لها، فأثرى النساء ليست التي تنام متوسدة ممتلكاتها، بل
   من تتوسد ذكرياتها

* الحياة في اغداقها عليك مزيدا من الكيد لك. أوليست الحياة أنثى، في كل ما تعطيك
    تسلبك ما هو أغلى؟

* سلطة المال، كما سلطة الحكم، لا تعرف الأمان العاطفي. يحتاج صاحبها إلا أن يُفلس
   ليختبر قلوب من حوله. أن تنقلب عليه الأيام، ليستقيم حكمه على الناس.

* كما يأكل القط صغاره، وتأكل الثورة أبناءها، يأكل الحب عشاقه. يلتهمهم وهم جالسون
   إلى مائدته العامرة. فما أولـَم لهم إلا ليفتسرهم.
* الأحلام التي تبقى أحلاما لا تؤلمنا، نحن لا نحزن على شيء تمنيناه ولم يحدث، الألم
   العميق هو على ما حدث مرة واحدة وما كنا ندري انه لن يتكرر

* الأعياد دوارة، عيد لك وعيد عليك. إن الذين يحتفلون اليوم بالحب، قد يأتي العيد القادم
   وقد افترقوا. والذين يبكون اليوم لوعة وحدتهم، قد يكونون أطفال الحب المدللين في
   الأعياد القادمة* مأساة الحب الكبير ليست في موته صغيراً بل في كونه بعد رحيله يتركنا صغاراً
* إنّ الفقير ثري بدهشته ، أما الغنيّ ففقير لفرط اعتياده على ما يصنع دهشة الآخرين
* الكبرياء أن تقول الأشياء في نصف كلمة ، ألاّ تكرّر . ألاّ تصرّ . أن لا يراك الآخر
   عاريًا أبدً ا . أن تحمي غموضك كما تحمي سرّك

* كل تذكرة سفر هي ورقة يانصيب، تشتريها ولا تدري ماذا باعك القدر
* بأموالك بإمكانك أن تشتري الملايين من الأمتار من الأراضي، لكنك في النهاية لن
   تستقر بجسدك إلا داخل متر ونصف من قشرة كل هذه الأمتار
*عزاؤه أنّها لا تسمع لحزنه صوتًا - وحده البحر يسمع أنين الحيتان في المحيطات - لذا
   لن تدري أبدًا حجم خساراته بفقدانها .هل أكثر فقرًا من ثريّ فاقد الحبّ ؟* لشدّة رغبته بها ، قرّر قتلها كي يستعيد نفسه ، وإذ به يموت معها... فسيفُ العشق
   كسيف الساموراي ، من قوانينه اقتسام الضربة القاتلة بين السيّاف والقتيل

* كبيانو أنيق مغلق على موسيقاه ، منغلق هو على سرّه . لن يعترف حتى لنفسه بأنّه
   خسرها . سيدّعي أنّها من خسرته ، وأنّه من أراد لهما فراقًا قاطعًا كضربة سيف ، فهو
   يفضّل على حضورها العابر غيابًا طويلاً وعلى المُتع الصغيرة ألمًا كبيرًا ، وعلى
   الانقطاع المتكرّر قطيعة حاسمة .

* كم كان يلزمه من شفاه، ليلثم في امرأة واحد، كل انوثة الكون!

                                  أنصح وبشدة قراءتها


الجمعة، 4 يناير 2013

أمنية تحت المطر

هي الثامنة وعشرون دقيقة  صباح يوم الجمعة ,,
الجميع نيام .. ليس هناك سواي والمطر .. ذهبت إلي الخارج ، وضعت سماعة الراديو في أذنيّ وجلست .
لتنضم إلينا فيروز (قداش كان في ناس)




يمتزج صوت المطر مع صوت فيروز ليحدث نغماً خاصاً بداخلي .. تتناثر قطرات المطر بالقرب مني بهدوء ورقّة وكأنها تهمس لي ّ تفائلي  مازالت الحياة مستمرة ومازال الأمل موجوداً .. إبتسمت لما خيّل إليّ ..
أغمضت عيّنيّ تضاربت الأفكار والأحاسيس بداخلي .. أسترجعت شريط حياتي وأحلامي ، لاأدري لما شعرت فجأة بالحنين لكل شي ؟ لي طفولتي والي كل السنوات التي مضت من عمري؟ إلي قلوب أفتقدتها وأناس نسيتها ؟
تذكرت متاعب العمرالقاسية وليالي السهر الحزينة إلي حب أنتهي وحلم تلاشي إلي صدمات الحياة وخيبات بعض الأيام ..
توقف المطر...
 أغراني منظر الأشجار ورائحة التراب المبتل ، ذهبت لألتقط بعض الصور حينها راودتني أمنية ..


                     ليتنا كالسمآء عندما ترهقنا المتاعب وتتجمع همومنا 
                        



                                                                 وتكثرأحزاننا وتكبر ألآمنا








وتتبلد مشاعرنا وتتجمد أحاسيسنا وتسودّ الأيام في أعيينا وتصرخ آهات أوجاعنا 



                                          نبكي بغزارة 



                         بعد ذلك يشرق النور بقلوبنا



                              لنعود أكثر إشراقاً وصفاءاً




                                 وأكثرا نقاءاً ووضوحاً 



وأكثرنصاعاً و بياضاً



 وأكثردفئاً 


لنغدو مفعمين بالأمل والحيوية




 وأكثر ثقة بالنفس وشموخاً وعزةً وحباً بالذات


   


أكثر نضجاً وحكمة

وأكثرقوةً وتماسكاً







   ليتنا مثل السمآء .....


*******************


وهذا زومبة يلي ماخلانيش إنصور براحتي 







الأربعاء، 2 يناير 2013

مواقف بدون ملامح

(1)

عادت إلي وظيفتها كمعلمة بعد غياب متعبة هزيلة مشتتة الأفكار متضاربة المشاعر من أعماق ذاكرتها المريضة ، صعدت الدّرُجات بصعوبة قابلتها زميلتها المعلمة زينب والتي كانت كثيراً ماتتبادل معهاالحديث...
المعلمة زينب :- أهلين يا عروسة 
هي             :- أهلا زينب 
المعلمة زينب :- وين ماشية بيه الغياب ..وفري وفري خليه الغياب لي بعد العرس 
هي             :- معاش فيه عرس (تقولها بصعوبة وغير مصدقة لما ينطق لسانها)
المعلمة زينب :- كيف مافيش عرس أجلتووو ؟؟
هي             :- لالا فسخنا الخطبة
المعلمة زينب :- كذاااااااااااااابة كيف صار ؟؟ ووعلاش؟؟
هي             :- ماسخرش ربي
المعلمة زينب :- معليشي معليشي مافيشي نصيب زي القفطان يلي كنت بنشريه لي   
                    عرسك ماعنديش فيه نصيب الحمد لله يلي ماشريتاش، يالله توة نتلاقوا
                    بعد الحصة وانهدرزوا
هي             :- (أكملت صعودها للدرج وهي بدون ملامح)

********************************

(2)

ذهبت ككل صباح إلي وظيفتها متعبة هزيلة مشتتة الأفكار متضاربة المشاعر من أعماق ذاكرتها المريضة دخلت حجرة المعلمات قابلتها معلمة الأحياء التي لاتعرف إسمها...
معلمة الأحياء :- أهلا سمعت بيك قالو عرسك قريب ؟؟
هي             :- كان قريب 
معلمة الأحياء :- خيرك فسختي ؟؟
هي             :- ايه 
معلمة الأحياء :- ايه سمعت بيك فسختي، خير ان شاء الله شن سبب الفسخ؟؟
هي             :- ماسخرش ربي
معلمة الأحياء :- لكن تعرفي وجهك ناير أحسن من الفترة يلي فاتت لما كنت مخطوبة،
                     يا الله هي سلامات ان شاء الله ربي يسخرلك قريب.
هي             :- (جلست علي الكرسي وهي بدون ملامح)

********************************

(3)

خرجت من الفصل بعد الشرح متعبة هزيلة مشتتة الأفكار متضاربة المشاعر من أعماق ذاكرتها المريضة ودخلت إلي حجرة الإداريات كي توقع وتسجل حضورها ، وجدت الإدارية صبرية...
هي                 :- أهلين صبرية
الإدارية صبرية  :- أهلين ،قوليلي مش كنت بتاخدي إجازة للزواج ؟؟
هي                 :- إيه ، لكن ماصارش 
الإدارية صبرية  :- وعلاش ؟؟
هي                  :- ماصارش من الزواج 
الإدارية صبرية  :- لا اله إالا الله ولا حول ولا قوة إالا بالله ، وعلااااااااش؟؟
هي                 :-  وعلاش الشهقة هذه كلها .. معليشي ماسخرش ربي
الإدارية صبرية  :- هاتي من يفهم توة تشوفي شن بيديرو فيك من شهقات وأسئلة وقولت 
                         قال و....
هي                 :- (وقعت وسجلت حضورها وهي بدون ملامح)

********************************

(4)

تنتظر والدها ليعود بها إلي المنزل بعد أن أكملت حصصها متعبة هزيلة مشتتة الأفكار متضاربة المشاعر من أعماق ذاكرتها المريضة تمر من أمامها المعلمة جفّالة...
 المعلمة جفّالة  :- بالله نبي نسألك أنت يلي فسختي الخطبة قبل أسبوع من موعد العرس
هي               :- إيه فسخت لكن منك نسمع أنه قبل العرس بأسبوع؟
المعلمة جفّالة   :- إمالا أمتي ؟؟
هي               :- قبلها بفترة شهرونص شهرين
المعلمة جفّالة   :- زي شهرين زي أسبوع يا وخيتي .. حجزتي حاجاتك إنت؟
هي               :- إيه 
المعلمة جفّالة   :- والعربون مايردوش فيه ولالاه؟
هي               :- إيه
المعلمة جفّالة   :- ها اا  ريتي ماهو قلت لك زي أسبوع زي شهرين في النهاية خسرتي
هي               :- الخسارة مش خسارة فلوس
المعلمة جفّالة   :- لوحي عليك .. هو ودْرة توة ربي يعوضك لكن الفلوس ميتعوضوش
هي               :- (رأيت والدها وذهبت إليه وهي بدون ملامح)

********************************
(5)

دخلت معمل الحاسوب لتأخذ كراسات طلابها متعبة هزيلة مشتتة الأفكار متضاربة المشاعر من أعماق ذاكرتها المريضة وجدت مشرف المعمل الأستاذ سالم...
هي            :- السلام عليكم ، كيف حالك أستاذ سالم؟
الأستاذ سالم :- وعليكم السلام ، والله كل يوم إندور عليك نبيك في موضوع 
هي            :- إن شاء الله خير
الأستاذ سالم :- كل الخير إن شاء الله ، والله أنا تأسفت جدا لما سمعت إنك فسختي  
                   ماتستاهليش الحق 
هي            :- معليشي ربي ماسخرش
الأستاذ سالم :- ايه لكن الناس ماترحمش ، لكن اهو الموضوع يلي نبيك فيه والله أنا 
                   نعرف شخص إيدور يبي يتزوج وانا علي طول خطرتي في بالي إنت  
                   راجل ماشاء الله عليه أخلاق ومال وماناقصه شي كامل والكمال لله وحده
هي            :- (خجولة جدا  ومصدومة جدا جدا)
الأستاذ سالم :- لكن فيه شي لازم نقولك عليه إنه أبكم 
هي            :- (مصدومة جدا جدا جدا جدا ) شكرا بارك الله فيك أستاذ سالم لكن ...
الأستاذ سالم :- ماتقوليش لكن ، خودي وقتك وفكري بجد وشاوري العيلة
هي            :- لالا من غير حتي نفكر لالا مانبيش
الأستاذ سالم :- والله فكري وأنا توة نكلم فيك زي أختي مش زميلة معاي ،إنت خلاص 
                   معاش صغيرة وكل ماتكبري الفرصة تنقص وخصوصا توة بعد الفسخ
هي            :- ( أخدت الكراسات وغادرت المعمل وهي بدون ملامح )

********************************

(6)

ربما يتبع ...........






الشعب الليبي و2012

ها قد انقضي العام بأكمله .. فلم تحمل 2012 الكثير من الأخبار السارة لليبيين..
فلا يزال المواطن الليبي يطارد أحلامه للرفاهية والإستقرار والأمن والأمان.
ففي 2012 لم تعرف ليبيا الإستقرار في كثيرمن القطاعات الصحة والتعليم والإقتصاد ... والسوق الليبي تحت رحمة التجار.
لايزال المواطن الليبي يلاحقهُ هاجس ملئ برميل الوقود وقارورة الغاز(الإحتياطية)، 
 وشبح الإختطاف والقتل والسرقة يلاحقنا ، ومانعيشهُ من هجرة وفقر وبطالة وجرائم بشتّي أنواعها المتعددة ، ومستشفاياتنا التي توزع الموت بدلاً من الحياة ... يحدث كل هذا رغم البحبوحة المالية التي تتمتع بها البلاد.
وإن فتحنا ملف السياسية وحقوق المواطن .. فتجد أن 2012 لم يتغيرفيها شيئ ، فقط محطات السلطة التي يتبادلون فيها الكراسي بأماكن مختلفة لنفس الأشخاص ، فمع غياب الشفافية  لايزال هاجس تزوير الإنتخابات يلاحقنا ويهدد ماتبقي من الإستقرار.
ناهيك بالفساد المالي الذي بلغ مستواه الأقصي في هذا العام .
2012 لم تحمل الهدايا والمفاجآت السارة للشعب الليبي وإنما حملت بين طياتها إنعدام الثقة ووتقلص الأمل والتلاعب بأعصابنا والوقت البدل الضائع من أعمارنا.
عام يغادرنا لنستقبل عام أخر ونحن في نفس المكان بين الحلم والوهم ... فأخر همنا تلك الأرقام التي تُغادرنا وأخري تَزرونا ولكننا مع ذلك نستقبل زيارتها كالعادة متألقين مبتسمين ومتعلقين بقشة أمل كاذبة ومع ذلك لانزال واقفيــــن.
  
                     كل عام وأنت أيّها الشعب الليبي صامد وقوي.


الثلاثاء، 1 يناير 2013

نقيض


                 نقيضٌ أنت أيّها الإنسان
تبكي من شدة الفرح ... تبتسم عند قمة الحزن
              غريبٌ أنت أيّها الإنسان