الخميس، 10 يناير 2013

أنا وأحلام سهرنا سوا

أحلام مستغانمي التي تحضر لعمل تتحدث فيه عن "رباعية الحب الأبدية" قسمت فيه الحب إلي أربعة فصول.
فقد إبتدأت بالنسيان وفي ( الأسود يليق بك ) تصف لوعة الفراق، ثم تُحضر للفصلين الأتيين الحب والشغف والغيرة ، فاللقاء والدهشة .
هي أختارت أن تبدأ فصولها بالعكس ربما لأن عادة النهايات تطغي علي البدايات فأرادتنا أن نعرف أن الحب أجمل من الفراق والنسيان .. وهو ما أحبت دائماً أن نتذكره.





أنهيت الرواية (الأسود يليق بك ) تواً للمرة الثالثة ومازلت عاجزة عن أخذ موقف صارم ومحدد تجاهها !!
أشعر وكأن أحلام تتلاعب بيّ !! " لا أدري لماذا يتسلل الى قلبي كره صغير تجاه الرجال بعد كل رواية اقرؤها لها " ثم يختفي ذلك الشعور.
لكن ما أستطيع أن تأكيده هوأنه بعد سنوات من الغياب عادت إلينا أحلام مستغانمي برواية عجزت أن أقتبس منها، فكلها تُقتبس حتى علامات الترقيم منهـا.
لم أستطع ان أختارمنها بعض الجمل والكلمات خوفاً من ظلم ما تبقى منها.
مشاعري متضاربة لاأعلم كيف أحللها عند إنهائي الرواية ..
أسلوب أحلام الذي أذهلني وجعلني اتساءل من أين تأتي بهذه الكلمات ؟ التي عصفت بي وجعلتني أقف حائرة ومذهولة أمام تلك الأسطر التي اقتلعتني من الحياة لمدة ماتقارب 7 ساعات وعلى مدى 3 أيام متواصلة ، أنام على حروفها وكلماتها التي سكنتني أم تراها سكنت بيّ .. لا أدري ؟؟
طلال ،، البطل الذي ظننت في البداية بأنني أحببته لأنه "جنتل مان" كما كان يرى نفسه، إلا أنني أحتقرته في النهاية .
فهو ((رجل الأرقام وملايين الدولارات)) نموذجاً مثالياً للرجل الشرقـي في تطرف ومزاجية مشاعره ،الرجل الذي عرف كل أنواع النساء فأصبح يبحث عن نوع جديد لم يجربه .. ليجد في ( هالة) ضالته
هـالة ،، (( إمرأة الأنغام و طاغية الأنوثـة )) أتاها الحب من حيث لا تدري، فهي التي فقدت والدها وأخيها ولكنها وجدت في طلال عزاء يُتمهـا وحُزنها " عادة ما تعشق الفتاة الرجل الذي تري فيه والدهـا ".. وهو ما زاد من انكسارها والألم الذي هشّم أحلامها وجعلها تداري جراح روحها بمفردها مدة خمسة أشهرمتتالية ، غير تلك التي قضتها في انتظار مكالماته ومواعيده المزاجية .
على قدر ما أذهلتني طريقته بالمفاجأة و عطائه الذي لا يتوقف ،علي قدر ما كان يؤلمني معهــا عندما كان يتصرف و كأنه يشتريها بأمواله ، ذاك المغرور المتعجرف الذي لم يعتد يوما أن يخسر شيئا .. خسرها لفرط ما أراد الاحتفاظ بها .. لفرط غروره لأنه تكبّرعلي الحب فأذله من حيث لا يدري.
أرادهــا أن تكون له وحده .. أن تترك الغناء .. أن تقطع علاقتها مع الجميع سواه .
لست أرى تصرفه هذا خوفا و غيرة عليها أو رغبة في حمايتها.. ما أراه أنه أراد تمزيق أوتارها الصوتية خوفا من أن تغرد لغيره .. كسرا لأجنحتهاا حتى لا تطير بعيدا عنه وكل ذلك كان بحجة الغيرة ..

كانت الرواية كما البحر يأخذني الموج تارة و ما أكاد أغرق حتي أعود لأتنفس من جديد في الصفحات التالية .. تعايشت مع الاحداث كما لو أنها أنا ..
كم من مرة شعرتُ بحرقة وغصة في قلبي مع كل إهانة تعرضت لها(هالة )، كم من مرة لعنت(الرجال) جميعهم عن بكرة أبيهم وأنا أرى ذاك الوغد يشتري قلبها بالهدايا والنقود ، كم من مرة بكيت وأنا اشعر بقلبها الذي أحب بصدق ذاك المعتوه المريض نفسيا الذي ظنّ انه بنقوده يستطيع أن يشتري الدنيا وماعليها.
بعد أن ظن طلال نفسه الأمير الذي منحها كل شي .. تبين له في النهاية أنها الأميرة ليعود هو الضفدع في مستنقعات الصدمة والخذلان ..
فهي "رقصة التانغـو" كما وصفها .. التي ثأرت منه لكل النساء اللواتي سبقنها و" لحنه المستحيـل " الذي لم يستطع العزف على أي آلة موسيقية منها.
أحببت النهاية بشماتة . 
توقعت بأن يرسل لها باقة التوليب كما العادة في حفلها الأخير .. غير أن المفاجأة كانت في خلعها للحداد لأول مرة ..
أخر 40 صفحة كانت هي الأروع . 
علمتني أحلام كعادتها درسا لا يُنسى، فبعد نسيان.com ,جاءتنا ب( الأسود يليق بك) ليكتمل الدرس.
فالحب ليس أن نهدر كرامتنا، ليس ان نكون نحن فقط من نضحي ونحن فقط من نعطي ، ليس ان نتنازل عن كبريائنا، ليس أن نتمسك بمن خذلنا وأن نعيش فقط مع وفي الماضي، ليس أن نبكي وحدتنا وعلى رماد من آلمنا وعلى اشلاء من تركونا ونحن في أمسّ الحاجة إليهم ، ليس أن نستمر بالحنين لم مضى وإنتظارعودة الذي لن يأتي يوما ..... الحب هو عكس كل ما ذكرت.... هو اليد التي تعطي، تمنح ، تحمي، تهتم، تعانق،تمسح الدموع ،تداعب بحنان.
أعجبتني الأعماق التي غاصت أحلام فيها ، في كل فرصة أتيحت لهـا وطريقتها في السرد والانتقال بين المعاني التي تنم عن وعيها وخبرتها وكيف لها أن تطرقت لموضوع السياسة والإسلاميي الإرهابيين الذين يظنون بأنهم يستطيعون تحقيق العدالة بقتل الناس عشوائياً
أحببت شخصية نجلاء كثيراً ونصائحها وخوف أم هالة ومحاولة حمايتها
تألمت لما حدث لوالد وأخ هالة وأدمعتٌ لما حصل لصديق أخ هالة .

لديَ الكثير والكثير من الكلام ،، ولكن تضيع الكلمات في حضرة أحلام .



سنفونية الدانوب الأزرق
                                            
بعض من زهرات التوليب التي قطفتها ووضعتها هنا 







النوتات التي أعجبتني 
* الحب لا يعلن عن نفسه، بل تشي به موسيقاه، شيء شبيه بالضربات الأولى في
   السمفونية الخامسة لموزار. ما الانبهار إلا انخطاف موسيقي

* لا أفقر من امرأة لا ذكريات لها، فأثرى النساء ليست التي تنام متوسدة ممتلكاتها، بل
   من تتوسد ذكرياتها

* الحياة في اغداقها عليك مزيدا من الكيد لك. أوليست الحياة أنثى، في كل ما تعطيك
    تسلبك ما هو أغلى؟

* سلطة المال، كما سلطة الحكم، لا تعرف الأمان العاطفي. يحتاج صاحبها إلا أن يُفلس
   ليختبر قلوب من حوله. أن تنقلب عليه الأيام، ليستقيم حكمه على الناس.

* كما يأكل القط صغاره، وتأكل الثورة أبناءها، يأكل الحب عشاقه. يلتهمهم وهم جالسون
   إلى مائدته العامرة. فما أولـَم لهم إلا ليفتسرهم.
* الأحلام التي تبقى أحلاما لا تؤلمنا، نحن لا نحزن على شيء تمنيناه ولم يحدث، الألم
   العميق هو على ما حدث مرة واحدة وما كنا ندري انه لن يتكرر

* الأعياد دوارة، عيد لك وعيد عليك. إن الذين يحتفلون اليوم بالحب، قد يأتي العيد القادم
   وقد افترقوا. والذين يبكون اليوم لوعة وحدتهم، قد يكونون أطفال الحب المدللين في
   الأعياد القادمة* مأساة الحب الكبير ليست في موته صغيراً بل في كونه بعد رحيله يتركنا صغاراً
* إنّ الفقير ثري بدهشته ، أما الغنيّ ففقير لفرط اعتياده على ما يصنع دهشة الآخرين
* الكبرياء أن تقول الأشياء في نصف كلمة ، ألاّ تكرّر . ألاّ تصرّ . أن لا يراك الآخر
   عاريًا أبدً ا . أن تحمي غموضك كما تحمي سرّك

* كل تذكرة سفر هي ورقة يانصيب، تشتريها ولا تدري ماذا باعك القدر
* بأموالك بإمكانك أن تشتري الملايين من الأمتار من الأراضي، لكنك في النهاية لن
   تستقر بجسدك إلا داخل متر ونصف من قشرة كل هذه الأمتار
*عزاؤه أنّها لا تسمع لحزنه صوتًا - وحده البحر يسمع أنين الحيتان في المحيطات - لذا
   لن تدري أبدًا حجم خساراته بفقدانها .هل أكثر فقرًا من ثريّ فاقد الحبّ ؟* لشدّة رغبته بها ، قرّر قتلها كي يستعيد نفسه ، وإذ به يموت معها... فسيفُ العشق
   كسيف الساموراي ، من قوانينه اقتسام الضربة القاتلة بين السيّاف والقتيل

* كبيانو أنيق مغلق على موسيقاه ، منغلق هو على سرّه . لن يعترف حتى لنفسه بأنّه
   خسرها . سيدّعي أنّها من خسرته ، وأنّه من أراد لهما فراقًا قاطعًا كضربة سيف ، فهو
   يفضّل على حضورها العابر غيابًا طويلاً وعلى المُتع الصغيرة ألمًا كبيرًا ، وعلى
   الانقطاع المتكرّر قطيعة حاسمة .

* كم كان يلزمه من شفاه، ليلثم في امرأة واحد، كل انوثة الكون!

                                  أنصح وبشدة قراءتها


ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق