الأربعاء، 16 يناير 2013

السعادة واللحظة الراهنة

الحديث عن السعادة دائماً مايتم إرتباطه ب“ العيش في الحاضر” ، فيقولون لك دع الماضي وعذابه ، والمستقبل وما يخبئ لك ، وعش لحظتك الراهنة وأستمتع بوقتك الحاضرلكي تعيش حياتك السعيدة ؛ كلام جميل مفعمل بالأمل يتخلله التفاؤل والرغبة في الحياة ... لكن كل هذا مجرد هراء.

لا يوجد شيء حقيقي يسمى “ اللحظة الراهنة ” بل نحن رهائن لماضينا ومستقبلنا.
لا توجد لحظة راهنة لأننا مكبلون بأغلال مامضي وماسيأتي ،عاشقون للبدايات والنهايات ... فنسأل ماذا أحببت بي عندما رأيتني في المرة الأولي ؟ وهل ستتزوجني؟ فلا معنى لأي لحظة راهنة.

لا معنى للحظة الراهنة .. وأنت تتنظر تخرجك، نتيجة اختباراتك، موعد المقابلة الشخصية للوظيفة الجديدة، موعدك في السفارة لإصدار فيزا، موعد والدتك في المستشفى، موعد مباراة اليوفنتوس ، موعد ولادة طفلك ، موعد حصولك على رخصة القيادة ، موعد موت مديرك، ونتائج الاستفتاء على دستور بلدك.

لا معنى للحظة الراهنة .. وأنت تنتظر راتبك أخر الشهر، و متي يحين دورك في عيادة الأسنان ، بداية برنامجك المفضل ، دخول شخص ما علي الماسنجر ، إنتهاء دوام وظيفتك ، خروج من يشغل الحمام .

كيف يمكن أن نعيش في اللحظة الراهنة ونحن نرى حياتنا بكل هذا التعقيد والتشابك .

حين يخبرك شخص بأن مفتاح السعادة هو أن تعيش في اللحظة الراهنة .. خذه واتركه وسط الصحراء وقل له : عش لحظتك الراهنة.

وارجع إلي هنا وأحسب مع محمود درويش كم من الوقت ؟



هناك 7 تعليقات :

  1. بجديات شى فات الوصف وفات كل اللحظات الراهنة والغيرها
    كلامات فوق الروعة

    ردحذف
  2. مشاء الله امونة بهرتنى مقالاتك رووووووووووووووعة.

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا يا أم رهف إنت الأروع والله ... يسعدني جدا قراءتك لي كلماتي ،، شكراااا

      حذف
  3. ابدعتي امونه

    ردحذف